السجل البدائي - الفصل 273

الفصل 273: البقاء!

لاحظ روان أن الجروح في جسد التنين تتلوى كما لو أنها تحاول الشفاء، لكن قوة ما كانت تمزق الجرح مرارًا وتكرارًا، مما جعل التنين يزأر من الألم. كان روان قد مر بتجربة مشابهة عندما قاتل الجنرال الذي كان يمتلك القدرة على اختراق بنيته الجسدية وإبطاء عملية شفائه، لكن ما كان يحدث لفرايغار كان أسوأ بمئة مرة.

في كل مرة حاول التنين الشفاء، تمزق الجرح، ولكن بشكل أكثر عنفًا من ذي قبل، مما جعل كل جروح التنين تنمو بشكل أسوأ تدريجيًا، كان الأمر كما لو أن كلما زادت حيوية المخلوق، كلما زاد معاناته، حيث يبدو أن الشفاء من التنين يعزز رد فعل عنيف أكثر من أي قوى كانت داخل الجرح.

وبينما كان يراقب، سقطت ساق التنين الأسود الخلفية فجأةً عندما امتد جرحٌ مؤلمٌ للغاية في عموده الفقري إلى الطرف. كان زئير الألم الصادر من التنين طويلًا، وامتلأت نظراته بالرعب.

حتى بدون أن يصاب التنين بأي إصابات جديدة، فإن جروحه ستكون كافية لقتله قريبًا بما فيه الكفاية.

من الذي تسبب في هذا النوع من الضرر للتنين؟

لم يُكلف فرايغار نفسه عناء إخفاء قدراته، واستشعر روان بوضوح أنه في ذروة الدائرة العظمى الثالثة. لم تُفاجئه هذه القوى العظيمة، فلو اختار سلالة محدودة مثل سليل الظلام، لكان حتمًا في الدائرة العظمى الرابعة، أو ربما حتى ساميا. تذكر بوضوح أنه لا يحتاج سوى خمس نقاط روح لترقية سليل الظلام في حالته الفانية، وهي لا تُقارن بالألف نقطة روح التي تحتاجها سلالة أوروبوروس.

لن يندم أبدًا على عدم اختياره سلالةً أضعف من سلالة كلية القدرة بسبب التعزيزات السريعة. شعرةٌ واحدةٌ على رأسه تساوي أكثر من مليون سليل الظلام.

ومع ذلك، كان ذلك بالمقارنة معه، كان فرايغار إمبراطوريا ناشئت، على الرغم من أنه كان نسخة معيبة للغاية من أحدهم، وكان في ذروة الدائرة العظمى الثالثة، شخص مثله كان سيسحق دوريان دون أي جهد، هل هوجم من قبل سلف عائلة رئيسية أو من قبل أنيما سامي؟

لم يكن جوابه بعيدًا، حيث تموج الفضاء، وكشفت يد بها إصبع واحد ممتد كما لو كانت تدفع طريقها عبر الفضاء، تليها جسد.

كان الرجل الذي اخترق الفضاء مغلق العينين؛ غريزة أخبرت روان أن هذا هو الشخص المسؤول عن مصير فرايغار، كانت شفتيه مائلة إلى الجانب كما لو كان يبتسم، توقف السيل اللامتناهي من الدم والنار على بعد آلاف الأقدام حول جسده، كما لو أن وجوده وحده كان يدفع الفوضى إلى الوراء.

قام روان بتحليل سيل النار والدم الذي غمر جاركار، وكان مليئًا بالأثير المرتبط بالدم والنار، وكان له أيضًا خصائص صوفية أخرى لم يستطع فهمها بعد.

لقد تأكدت فائدة وجود الوعي المتعدد في ذلك الوقت، عندما أبلغه أحد اعمدة الوعي أنه سيكون من الجيد اختيار غرفة أخرى في هذا الوقت، وبعد تفكير سريع جعله يختار بئر المعرفة.

ستكون هذه الغرفة مفيدة له أكثر إذا فتحها بأسرع ما يمكن، لأنها بمثابة مختبر كيميائي من نوع ما، وكان الغرض منها هو التحليل والتسجيل والحساب والتحسين.

وقد قام بجمع عينات من الدم والنار بواسطة الإسطرلاب لوضعها في غرفة المعرفة الخاصة به، وتم إعدادها لتحليل جميع مكوناتها.

لقد كان يعلم جيدًا أن 90 بالمائة من النار والدم مكونان من الأثير، و2 بالمائة مكونان بشكل مدهش من الدم الحقيقي، واللهب الطبيعي، أما الثمانية بالمائة المتبقية فهي مزيج من السمو، واللعنات، وثلاثة آلاف مكون دقيق آخر، وكان الجزء الأكبر منها عبارة عن فوضى لا يمكن السيطرة عليها.

كانت هذه فوضى حقيقية تفتقر إلى السيطرة، تشبه الفراغ في قلب روان، إذ كانت تلتهم كل ما تلمسه. حتى أنها كانت قادرة على قتل روان نفسه، إذا ما توفرت منها الكميات الكافية والتركيز اللازم.

وهذا هو السبب في أن ما حدث بعد ذلك جعل قلب روان يبرد.

اتخذ الرجل المبتسم ثلاث خطوات في الهواء، ثم فتح عينيه.

فجأةً، اهتزت سيول اللهب والدم الهادرة وتوقفت عن الدوران. القمر الذي كان متشققًا فوقها استسلم أخيرًا وانكسر إلى نصفين. بدأت جاذبية جاركار تجذبه ببطء نحو الكوكب، واصطدام كهذا من شأنه أن يُحدث شرخًا في الكوكب.

ومع ذلك، كان الرجل هو الذي لفت كل انتباهه، لأنه كان هناك شيء مغناطيسي مخيف حوله، وكأن الكون يدور حوله.

كان يشبه روان لكن بملامح أكثر نعومة، ومع الملابس الخاطئة يمكن أن تجعل الشخص يخطئ في اعتباره امرأة، بدا مظهره مهيبًا، باستثناء ذراعيه التي كانت مغطاة بالدماء السوداء حتى كتفيه.

كان وجهه يكاد ينم عن ملل وهو يتأمل الكوكب المدمر. كانت لديه تسع عيون ملونة، وبريقها باهت، لكنها كانت ساحرة في مجملها.

‘من كان هذا بحق؟ ولماذا أرى الكثير من الناس بوجوه تشبه وجوهي؟ لا تقل لي إن وجهي يشبه وجه كورانيس البدائي.’

انتفض روان عندما التفتت النيران المحيطة به لتتخذ شكل أرنب، هل كان هذا مخلوقًا روحيا؟ بدأت جميع عناصر النار حوله بالالتواء والتغير، وانتشرت هذه الظاهرة حتى غطت جاركار وامتدت إلى الفضاء.

أمر روان جميع نورانيه بسرعة بالاختفاء.

تنهد الرجل، وغطى الصوت الكوكب ثم وُلدت مليارات الأرواح المشتعلة، وكأنهم ردوا على أسئلة روان، فأعلنوا جميعًا: “كل التحية لفيوري أكرانوثيز كورانيس. أول ضوء في الفجر، شعلة كورانيس النبيلة، المتمكن من التفوق. كل من يسمع اسمه مبارك”.

لقد اندهش روان، ‘هذا الابن اللعين جاء مع نظام صوتي خاص به!’

وبالحكم على الضوء في عيون هذه المخلوقات الروحية، فقد خدموا أيضًا كعيون فيوري، وبضربة واحدة رأى الوضع بأكمله في جاركار، بما في ذلك المملكة السامية المنهارة.

أطلق فيوري أصابعه وبدأت كل الأرواح المشتعلة حول الكوكب بأكمله في الاندفاع نحوه، وبينما كانوا جميعًا يتدفقون نحوه بغض النظر عن الحاجز الذي مروا به، اصطدموا بالقمر الساقط سواء عن طريق الخطأ أو عن قصد، وتبخروا إلى رماد.

حاصرت أرواح اللهب فيوري، و بدأت في التقلص، حيث تحولت مليارات من هذه الأرواح إلى حزام أحمر لامع كان يرتديه حول خصره، وما تبقى وراءه هو مجرد محيطات من الدم والرماد التي بدأت في السقوط في اللحظة التي اتخذ فيها فيوري خطوة أخرى، وظهر أمام أبواب المملكة السامية.

نظر إلى روان بنظرة جانبية وقال: “ابقى!”. انطلقت عشرات السلاسل المشتعلة من الأرض والفضاء المحيط بجسده حول جسد روان، ولفّته. لم يستوعب فيوري حتى نتيجة كلماته قبل أن يدخل أبواب المملكة السامية.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

وهاهي ذي نعلية فصول اليوم ومعاها رسميا ذروة و نهاية المجلد بدأت أخيرا ولهاذا السبب غدا واليوم الي بعده ما بيكون فيهم فصول لأنني راح اترجم نهاية المجلد كلها وانزلها دفعة واحدة عشان تشوفوها وانتم مستريحين وما لازم تنظروا يوم كامل لخمس فصول فقط وصدقوني يا رفاق ذروة ذا المجلد في مستوى ثاني خالص عن أي شيئ في الرواية لحد الآن فتجهزوا لها يوم الإثنين القادم بإذن الله.