السجل البدائي - الفصل 258
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 258 : “الغارة السريعة”
لم تعترف إيفا بالنورانية الراكعة، وبدأت في التركيز على كسر البصمة التي تركها فالين، على الرغم من أنه كان معروفًا على نطاق واسع أنه من الصعب جدًا كسر البصمة على خاتم مكاني مع مالك لا يزال على قيد الحياة.
في اثنتي عشرة ثانية أخرى، تم الانتهاء من المهمة، وأعطى ظل إيفا النورانية الراكعة مفتاح بوابة النقل الآني، انحنت دورا وغادرت، بينما نظرت إيفا لفترة من الوقت وهي تلاحظ حالة المدينة وعندما اختفت بوابة النقل الآني في المسافة أومأت برأسها، وظهر وميض من الضوء واختفت وهي تأخذ الخاتم المكاني معها.
*****
كان نزراقيم في حالة يرثى لها، ولكن من تعبير وجهه لا يمكنك معرفة ذلك، فقد قتل الآلاف ودمر عمليًا معظم قوى عائلة بورياس داخل المدينة، لكنه الآن يتعرض للضغط من قبل اثنين من المهيمنين في الدائرة الثانية.
كانت إحداهن أنثى ذات شعر أشقر طويل، تقود جيشًا من جنود النباتات الخضراء، الذين قضوا على هجوم نزراقيم تمامًا بامتصاصهم المستمر للضرر الذي ألحقه، ومهما دمر من جنود النباتات، كان هناك عدد لا يُحصى ليحلوا محلهم.
كان وجهها الجميل مشوهًا من الغضب وهي تستمر في سحب جنود النباتات بلا نهاية حتى حاصره مئات الآلاف منهم، وبدت كل حركة يقوم بها وكأنها تسقط في بحيرة لا عمق لها.
كان الآخر مُهيمنا حمل مطرقة جليدية كبيرة ويمتطي تيسًا ضخمًا، وكان حاكمًا لمريناه، وقد دمّر عشرات الجثث التي سكنها نزراقيم، لكنه لم يكن المشكلة الأكبر. كان يمتلك قوة هجومية عالية، لكنه لم يكن يمتلك سوى القليل من الدفاع.
كانت الماعز التي كان يركب عليها سريعة وتعدو في الهواء وكأنها أرض، وكان صراخها صرخة صوتية كانت تشتت الانتباه في الانزعاج الشديد الذي تشعر به عند سماع صراخها، لكن نزراقيم تكيف وسرعان ما بدأ يتجاهل الصوت.
بعد تدمير الجسد الذي يمتلكه، كان ينبغي أن يكون من السهل عليه العثور على جسد آخر ومواصلة هجومه الإرهابي، لكن المهيمنة الأنثى يجب أن يكون لديها حساسية روحية عالية لأنه في اللحظة التي يتم فيها تدمير الجسد الذي يمتلكه، فإنها تغلق عينيها دائمًا وعندما يختار نزراقيم جسدًا جديدًا ستكتشفه وتشير إليه.
بدون تدخلها، كان نزراقيم قادرًا على قتال حتى الدائرة الثانية من المهيمنين، وكان التدمير المستمر لأجساده الممسوسة يدفعه إلى الحافة، وعندما أدرك أن دورا كانت على وشك إكمال مهمتها قبل أن يتمكن هو، أصيب نزراقيم بالجنون.
بدأ مشهد مذهل في الظهور أمام دائرة مهيمني الدائرة الثانية الحاضرين.
“كن حذرًا يا سايلس، مهما كان هذا المخلوق، فهو على وشك الكشف عن حقيقته.”
“ميلوزين تعرفين انني مستعد دائمًا، ستأكله مطرقتي!” ضحك سيلاس، حاكم مريناه، لحسن حظه أن لديه مهيمنة قوية مثل ميلوزين إلى جانبه، وإلا لكانت هذه المعركة أصعب بكثير. كانت قدراتها من النوع الذي يُعتبر محظورًا خارج العائلة الأساسية، وتساءل لماذا تسمح عائلة باخوس لمهيمنة موهوبة كهذه بأن تصبح مرتزقة.
بدأ نزراقيم تحوله، بدأ ككرة من اللحم اشتعلت فيها النيران وبدأت تذوب وتتمدد.
لقد توسع حتى وقف على ارتفاع اثني عشر قدمًا وكان يشبه رجلًا مصنوعًا من الأغصان، وكان جلده أحمر مثل الفحم الساخن وكان وجهه يحتوي فقط على عين واحدة كبيرة تومض ببؤبؤين ملتهبين، خرج صوت من حول جسده وتحدث،
“سامحوني! إن معاناتكم دليل على قوة إيمانكم، ولكن عليكم أن تعلموا أن كل نور في الوجود كله ملك للمنشئ، ورغم أن رقصة الجسد الجميلة التي نشارك فيها هي تكريم لاسمه، إلا أنني لا أملك الوقت للمزيد.”
انفجر ظهره، وظهرت خلفه أجنحة من لحم امتدت لأكثر من مئة قدم، فرفرف بها مرتين واختفى عن الأنظار. بعد جزء من الثانية، انفجر سقف المدينة تحت الأرض، واخترق جسده السقف وهرب، وبدأت كتل صخرية ضخمة تتساقط على المدينة من تحته.
“ورائه!” زأر سيلاس وتبعه، عبست ميلوزين وتبعته، وكانت الماعز التي تحمل الحاكم تثاءب في إثارة المطاردة.
لكن سرعان ما أصبح واضحًا، مهما كان هذا المخلوق، أنهم لم يكونوا نداً له على الإطلاق من حيث السرعة، ففي ثماني ثوانٍ أخرى، لم يعد بإمكانهم اكتشاف وجوده على الإطلاق.
تبادلت هي وسيلاس النظرات، كما لو أن شعورًا بالقلق قد اجتاح روحيهما، ونظرى نحو الأفق، بحثًا عنه.
كان نزراقيم يجمع ببطء أقوى عضو يمتلكه كل المهيمنين في أجسادهم- قلوبهم، وبهم، صنع هذه الأجنحة من اللحم، أخذه مسار طيرانه إلى الأفق، وفي دقيقتين كان بالفعل على بعد ستة آلاف ميل.
كانت هناك أكثر من طريقة لتحقيق أهدافه، وكان دائمًا يُفضّل المباشرة، وبدأ باستخدام ما يُقال إنه أقوى قدراته. بدأ نزراكيم بالعودة، مُزيدًا من سرعته، بينما بدأ يجمع النيران بين يديه.
وبحلول الوقت الذي عاد فيه إلى المدينة كان يطير بسرعة 20 ماخ، وهي أقصى سرعة يستطيع جسده الحالي تحملها، ولاكنه ما زال يدفع نفسه إلى المزيد.
ميلوزين، بروحها الحساسة، رصدت شيئًا قادمًا بسرعة هائلة، وهذا ما أنقذ حياتها، مع أنها لم تكن الهدف. اندفع ضوء ذهبي أمامها وهي تُلقي بجسدها جانبا مستخدمة كل طاقتها.
لقد شاهدت بصمت وبرعب كيف تبخرت يدها اليسرى من مرفقيها إلى أسفل، تاركة جذعًا متوهجًا باللون الأحمر من الحرارة.
أصدر سيلاس صوت سعال خافت وعندما استدارت رأته واقفًا في الهواء والضوء يغادر عينيه.
كان كل ما تبقى من جذعه هو حفرة متوهجة تغطي رقبته حتى خصره، حيث مر نزراقيم عبر جسده بسرعة أكبر مما يمكنه حتى معالجته، ودمر جميع أعضائه الداخلية، ودخلت النيران من خلال رقبته وحولت دماغه إلى رماد، والماعز تحته تنبح حزنًا على سيدها الميت.
أرادت ميلوزين أن تصرخ قبل أن تصل إليها موجة صدمة النوراني العابر، وتضربها كالعاصفة الرعدية، دافعةً بها نحو الأرض حيث هبطت كنيزك. هبطت الماعز بجانبها بصوتٍ مُقزز، فالتفتت لترى أن عنقها قد كُسر.
وضرب نيزراقيم المدينة مرة أخرى، محاولاً توجيه الضربة القاضية إلى ما تبقى من القصر.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]
——
قلت لكم أن نزراقيم ساطي