السجل البدائي - الفصل 243

الفصل 243 : “السامي الباكي”

كانت هناك مئات الكواكب الصغيرة تُحيط بتريون، ولسببٍ أو لآخر، لم تُخترها الإمبراطورية جميعها. على الأرجح، كان السبب نقص القوى العاملة. كان روان يعلم سبب رفض الملك السامي نموّ المزيد من المهيمنين وتقييد أعدادهم، لكنه كان يعلم أنه لن يكون هناك سبيل للإمبراطورية لغزو المزيد من الكواكب.

كانت هناك حرب مكثفة مستمرة على سطح تريون، والتي يجب أن تضم وحدها أكثر من عشرين بالمائة من إجمالي قوات الإمبراطورية من المهيمنين، لم يكن هناك ببساطة أي طريقة يمكن للإمبراطورية من خلالها الاستمرار في الانتشار إلى المزيد من الكواكب.

بالإضافة إلى ذلك، كانت بعض الكواكب معادية للغاية، أو قاحلة أو مليئة بالموارد التي لم تفتقر إليها الإمبراطورية أو لم يكن لديها استخدام لها، لذلك تُركت العديد من هذه الكواكب بمفردها، كما كانت بعض هذه الكواكب مملوكة للقطاع الخاص.

لن يكون غريبًا أن يمتلك المهيمنين الأقوياء كواكبهم الخاصة خارج الإمبراطورية. مع كل هذه العوامل، كان واضحًا سبب توقف توسع الإمبراطورية.

لكن روان لم يكن لديه حدود لعدد الكواكب التي يمكنه زرعها. كان بإمكانه جمع كل كوكب غير مُطالب به بهدوء أولًا، واستخدامه كوسيلة لمواصلة نموه الذي لا يُقهر.

كان الوصول إلى الدائرة العظمى الثانية أولوية بالنسبة لروان، لأنه في هذا المستوى، سيكون لديه إمكانية الوصول إلى المزيد من الغرف داخل قصر الجليد وكلمة ثانية، ومع سلالة أوروبوروس، سيكون قويًا حقًا، ربما بما يكفي لتحدي سامين الأرض، في ذلك الوقت ستكون مخاوفه هي صراعات مع السامين أنفسهم.

سيكون زرع الكواكب هو جدول أعماله الأول، ولكن أولاً، سيكون مقصراً إذا ترك الفوائد التي يمكن الحصول عليها من هذا الكوكب خلفه، بعد كل شيء، فقد أجرى الكثير من الاستعدادات وكان جاركار هو بداية تجاربه على الحرب على نطاق كوكبي، على الرغم من أنه توقع أنه من المرجح أن يخسر في الصراع القادم، فإن الخبرة التي سيكتسبها منه ستكون لا تقدر بثمن.

قام بمراجعة الخطط التي وضعها حتى الآن مرة أخرى داخل رأسه.

ومن الذكريات التي اكتسبها من دماء الكوكب، تمكن روان من تجميع بعض الأشياء القليلة.

عندما كان ينوي استهلاك قارة لتغذية نموه، أطلق بشكل لا لبس فيه قوة فريدة من نوعها وهي ثعابين أوروبوروس، والتي كانت تقتل وعي الكوكب.

يمكن أن يُعذر روان على هذا الجهل لأنه قبل الآن لم يكن لديه أي فكرة أن الكوكب يمكن أن يكون له أي نوع من الوعي، ولم يكن لديه أي فكرة أن ثعابين أوروبوروس قادرة على مثل هذه المآثر.

لم يكن قد تواصل مع هذا الوعي إلا لفترة وجيزة في المرة الأولى التي فعّل فيها الحاسة الإمبراطورية لديه بالكامل، وكان مرتبكًا بشأن الأحاسيس التي كان يشعر بها، ومن بينها الشهوة. يبدو أن سلالته كانت تتوق، دون علم منه، إلى قوة السامي المسجون داخل الكوكب، إذ سمع دقات قلب.

لم يكن يعلم ما إذا كان الأمر فريدًا بالنسبة لجاركار أو ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على كل الكواكب، ولكن فعل تسميم الكوكب لقتله، حتى تتمكن ثعابين أوروبوروس من التغذية، أدى إلى نتيجة غير مقصودة عندما اكتشف أن مملكة السامي السامية قد اندمجت مع جاركار.

لقد كانت مصدر العاصفة الكبرى كل عشر سنوات!

في أعماق الكوكب، فيما يُفترض أنه نواة الكوكب، يوجد رأس ضخم ذو وجهين، لرجل وامرأة. بكت عينا الرجل دموعًا من لهيب، بينما بكت عينا المرأة دموعًا من جليد.

كان الجلد على الرأس يشبه رمال الصحراء الجافة، وكانت هناك العديد من الأحرف الرونية التي أطلقت شرارات ملونة تغطي الرأس بالكامل مثل الوشم.

تحت رأسه، كان جسد السامي بلا جلد، وكانت جذور فضية ضخمة تخترق جسده الضخم الذي تجاوز طوله خمسين ألف قدم. امتدت هذه الجذور الفضية إلى جميع أنحاء الكوكب، متغلغلة في أعماق جبال الأرض ووديانها، واستُخدم دم السامي لتغذية الحديد الأزرق.

ومع ذلك، لم يكن من السهل جمع دم السامي، فرأى شوكةً طولها عشرة آلاف قدم تُغرس في رأس السامي، وكل عقد تُغرز ببطء في جمجمته، مما يجعل السامي يصرخ من الألم. ستُغطي دموع الأنثى الكوكب بالثلج، بينما تُذيب ألسنة اللهب من الذكر الدم في عروقهما، فيُضخّ عبر الجذور إلى الكوكب.

من بقوا في العراء خلال العاصفة الكبرى لم ينجوا من التجربة، لكن قبل أن يموتوا، لا بد أنهم سمعوا صراخ ساميهم. صوت صراخ إيروهيم!

لقد تعرض هذا السامي البائس للتعذيب لمدة 17000 سنة.

في اللحظة التي التقى فيها حسه السماوي بعقل هذا السامي، أدرك أن تسميمه للكوكب قد قوبل بارتياح وغضب شديدين. استطاع روان أن يفهم الأول، وشيئًا عن الثاني. لو كان قد تحمل ١٧ ألف عام من التعذيب، لكان قد ارتاح لحريته، ولكنه سيغضب أيضًا لعجزه عن ردّ الجميل لمعذبيه.

يا له من غضبٍ وكراهيةٍ تراكما بعد كل هذا التعذيب الطويل! لسوء الحظ كان هذا ساميا، وإلا لكان أي كائنٍ آخر قد جنّ منذ زمن. ربما كان هذا رحمةً به. لكن لا ينبغي للسامي أن ينعم بعزاء الجنون، فهو في النهاية سامي.

اكتشف روان، وهو على وشك اتخاذ هذه الخطوات التالية التي ستُبرزه وتُبرز شخصيته، أنه لم يكن متوترًا. في الواقع، كانت سلالته على وشك الغليان، وكان روان يعلم أن سلسلة أفعاله التالية هي ما تتطلبه سلالته المُتحمسة للغاية.

‘أرى. أريد. أنتصر.’

بدأ روان في الطيران لأعلى، والتقطته قدرته على التحريك الذهني بيد بلا شكل، وأطلقته لأعلى، وخرج من نطاق القمر حتى وقف في الفضاء، ورفرف انفجار عابر من الأثير على عباءة طاقته، ووقف في منتصف أربعة أجرام سماوية!

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]

———

قلت لكم تذكروا قصة إيروهيم + قررت انهي فصول اليوم هنا عشاننا من الغد بندخل في الجد وصدقوني كل فصول المجلد السابقة كانت مجرد تمهيد للأحداث القادمة والي أيضا لا تساوي شيئ من أحداث ذروة المجلد الي لازلنا بعيدين عنها فترقبوا حماس ومخططات ومؤامرات وكل ما يرضي أنفسكم