السجل البدائي - الفصل 226

الفصل 226 : تجسيد إيف… إصعد!

توقف نموه وكاد يصرخ غضبًا. ثم أدرك السبب، فاستغرق وقتًا حتى يستقر، ورأى قيدًا على صعوده إلى التجسد.

كل ترقية جديدة في حالة التغيير تتطلب منه اختيار مسار جديد لترقية قواه ولم يكن بإمكانه اجتياز الدائرة العظمى الأولى دون اختيار خطواته التالية.

كان هناك طريقتان يمكنه استخدامهما للوصول إلى التجسد، الأولى كانت استيعاب ما لا يقل عن ثلاثة وثلاثين كوكبا صغيرًا واستخدام الطاقة من جميعها لبناء تجسده، أو الثانية التي كانت الدخول إلى مصدر سلالته مرة أخرى والاتصال بسلفه الأول – أول إمبراطوري، واستخدام جوهره كتجسد له.

أمامه خياران: الأول يعني الاستقلال التام عن أي قوة تسعى للهيمنة عليه، والثاني يؤدي إلى حل سهل. كان يعلم أن الحصول على تجسيد من أحد الأسلاف أمر سهل، لكن ذلك سيُهدر إمكانات قدرته.

كان في وضع فريد يسمح له بالسير في طريق لم يسبق لأحد أن سلكه، ومع إمكانياته، سيكون من المؤسف أن يختار أي شيء أقل من ذلك. بالطبع، ستكون صعوبة بناء ثلاثة وثلاثين كوكبا على الأقل عسيرة، لكنه سينتصر. كان جمع ستة مليارات نقطة طاقة مهمة جسيمة، ومع ذلك فقد أنجزها، وهذه المرة لن تكون مختلفة.

لم يكن لديه سلالة واحدة فقط، ومع ذلك، كان هذا يعني أنه كان بإمكانه الاستمرار في اكتساب القوة حتى أثناء التخطيط للأساليب التي سيستخدمها لاستيعاب الكواكب، كان لديه بداية خطة، وكان جاركار هو المحور الرئيسي لهذه الاستراتيجية.

استدعى سلالة تجسيد إيف وأضاءت عيون سيدة الظل، أشرقت بضوء أرجواني، ساطع للغاية لدرجة أنه امتد لأكثر من خمسة أقدام أمامها، كانت بحجم قطة صغيرة مقارنة بجسمه الذي يبلغ طوله خمسة وسبعين قدمًا.

هدر روان، “تجسيد إيف… اصعد!”

أشرق وهج أسود من جبين روان، فغرق في الظلام. جمّده صوتٌ في مكانه، ولأول مرة منذ تجاوزه حالة الفانية، شعر كأنه نملة أمام عاصفة رعدية.

كانت اللغة التي يتحدث بها الصوت غير مألوفة، واستغرق الأمر بعض الوقت حتى يتقن اللغة بشكل كامل حتى بقدرته على فك رموز اللغات، ومع ذلك، لا يزال يشعر بالغرابة في إدراكه.

“لا يمكنك الهروب مني يا طفلي”

“النسيان كان دائمًا حقك الطبيعي”

“بغض النظر عن مدى ابتعادك عني، سأحرق كل الوجود حتى أجدك”

“أخبرني أين تختبئ”

فجأة، توقفت الكلمات وشعر روان أنه يطفو في الظلام لبعض الوقت، وفي مكان يبدو بعيدًا، سمع أصوات السلاسل، والتفت في الظلام باحثًا عن المكان الذي ظهرت فيه الأصوات.

فتحت عين ضخمة بدون جفون أسفله، وتفاجأ روان بأنه شعر بارتباط دموي بهذه العين، وأراد أن يقترب منها، لكن سرعان ما اختفت العين.

ثم رأى نوراً، فانجذب إليه إدراكه، واقترب من ذلك النور، فرأى أنه قصر… كان مشابها لقصره الجليدي بمعنى أنهما مصنوعان من مادة تشبه الجليد، ولكن التشابه انتهى عند هذا الحد.

كان القصر أمامه ضخمًا، بحجم كوكب، مع أعمدة كورنثية ضخمة بحجم الجبال، وعرش بحجم قارة، أمام القصر كان هناك نورانيون مستيقظون تمامًا بأعداد هائلة غطت الأفق بالكامل حتى الفضاء.

وكان لهم أشكال وأنواع مختلفة، وكان بعضهم يتحدى مفهوم الجسد ولا يوجد إلا كضوء أو ظلام، وكانوا جميعًا يركعون أمام العرش، وتركزت عليه مليون مليار عين.

أمام العرش، كان هناك تابوت من الجليد، وامرأة مستلقية بداخله، شعرها أسود من سواد الليل. اهتز القصر وبدأ ينهار، كما لو أن ثقوبًا سوداء متعددة سقطت فيه. أغمض النورانيون أعينهم ولم يتحرك أحد، حتى التهمهم الدمار جميعًا.

استيقظ روان على صوتٍ مُوحش. كان صوتَ نحيبٍ من سيدة الظل، صوتًا خافتًا يحمل حزنًا لا ينتهي. لم يكن يعلم سبب حزنها، فسكت وفتح كفه، فاستقرت عليه.

تحدث روان باللغة الميدانية، “لا بأس… إيف.” ارتجفت وبدا عليها الدهشة، وتتبعت عيناها السوداء ملامحه، ابتسمت له، وفجأة شعرت بالنعاس، وسقطت في النوم تدريجيًا في يده وهي تحتضن إصبعه الصغير.

كان روان هادئًا، ووقف ساكنًا بينما كان يحوم في الهواء، تمثالًا من الذهب.

تركها ترتاح بين راحتيه للساعات الست التالية، ولم يكن ينقصه الصبر لأنه كان يعلم أنها تتطور. كانت سيدة الظل شخصية محورية في سلالته، وكانت مرتبطة به بطرق لم يستطع إدراكها بعد.

على عكسه، لم تستطع بسهولة تحمل ضغوط التحول من الحالة الفانية إلى الأسطورية. مع أن إتقانها للتعاويذ كان لا يُضاهى، إلا أنها كانت بحاجة إلى المزيد لتعتاد على القوى الجديدة التي اكتسبتها. كان روان صبورًا، إذ كان ينوي مواصلة رفع سلالة ، بينما كانت هي بحاجة إلى الراحة، فباستخدام نقاط روحه، كان عليه فقط المضي قدمًا.

ربما مع قدراته الجديدة يجب أن يكون قادرًا على تعلم المزيد عن تاريخها لأنه كان متأكدًا من أنه أصبح أكثر قدرة على التحمل مائة مرة من ذي قبل، ولن يهلك بسهولة لمعرفة الحقيقة.

عندما استيقظت، كانت مختلفة، الظل الذي يشكل شكلها الآن انخفض إلى حد كبير، وبدا أنها مغطاة من الرأس إلى أخمص القدمين بقطعة قماش سوداء، على الرغم من أن الدخان الأسود كان يتصاعد ببطء من عينيها وشعرها بطول الركبة، كانت ملامحها أكثر وضوحًا، ورأى روان أنها تشبه المرأة في التابوت، لكنها كانت مختلفة أيضًا.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]