السجل البدائي - الفصل 219

الفصل 219: برج الجشع

كان روان دائمًا حريصًا بشأن الأسئلة التي طرحها على العراف في كل مرة زار فيها العهد، مع العلم أنه سيتم تسجيلها وتدقيقها حتمًا، لكن الأسئلة حول الشيطان أوهروكس كانت شيئا عاديا.

كان أحد استفساراته حول كنز الأصل في فضائه العقلي، أراد أن يعرف غرضه وتاريخه وأي استخدامات أخرى له بصرف النظر عن كونه قناة إلى العهد، بعد كل شيء، كان أيحمل أقوى كنز لأمير الدمار، سيكون من الحماقة عدم التحكم في مثل هذا الكنز، كما لاحظ روان أن كنز الأصل في فضائه العقلي، ذلك البرج الأبيض، بدأ في النمو.

من ما يمكن أن يستنتجه، لابد أن أوغسطس كان يمتلك هذا الكنز لعدة قرون، ومع ذلك لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية إصلاحه أو حتى مما كان مصنوعًا، بالإضافة الى ان عشرات الآلاف من السنين التي كان فيها مفقودًا لابد أن تكون قد ألحقت به الكثير من الضرر.

ومع ذلك، كان شخص مثل روان فقط هو الذي يمكنه فتح القدرة الحقيقية لهذا الكنز لأن مساحته العقلية كما تعلم كانت صلبة بما يكفي لتشبه مساحة سامية وكان الأثير الخاص به قويًا بنفس القدر.

كان ذلك كافيا لشفاء كنز الأصل. فلن يضع أي سامي كنز أصل غريب في فضائه العقلي، لكن روان كان جاهلاً بهذه الأمور، وكان لديه فضاء عقلي أقرب إلى السامي، ذلك إستطاع تنشيط كنز الأصل والسماح له بإعادة بناء نفسه.

سأل روان العرّاف عن تاريخ كنز الأصل، فأجاب أن تاريخه كان غامضًا، لكن أمير الدمار حصل عليه من حاكم الهاوية، الذي قيل إنه حصل عليه من مكان خارج الكون المعروف. كان اسم الأصل “برج الجشع”، وكان كنز أصل مرتبطًا بالزمن.

كان له وظيفة أساسية تتحدى السماء، وهي جمع الذكريات الحالية وروح مستخدمها وتوجيهها مرة أخرى إلى ذاته الماضية، وبالطبع كان هناك العديد من القيود على هذه القوة.

قبل موت أوهروكس، كان قادرًا على بناء الكنز حتى اثني عشر مستوى، وبالنسبة لشيطان بقوته، فإنه لا يمكنه اعادة روحه إلا لبضع دقائق فقط، ولكن هذا كان كافيًا لجعل أوهروكس أحد أكثر المقاتلين رعبًا في ساحة المعركة، وهذا هو السبب في أن الطريقة الوحيدة لهزيمته كانت القيام بذلك بقوة ساحقة، كافية لقتله عشرات المرات، وإلا فلن يخسر أبدًا، وسوف يتكيف مع كل حركة تقوم بها ويقتلك بضربة واحدة، بينما دون علمك، حدثت المعركة مائة مرة قبل تلك اللحظة.

كان قد شاهد تسجيلًا لمعركة أوهروكس، وكان قصيرًا ومشوشًا بسبب أن تسجيل معارك لكائنات سامية كان صعبا، لكنه تذكر جمال أوهروكس الباهر أثناء معركته. لم يكن الأمر بربريًا، بل كان رقصًا. رقصة تدمير، فكل ضربة يوجهها تُحدث أقصى ضرر ممكن. كل ضربة!

كان البرج الذي كان مع روان يحتوي على طابق واحد فقط، وكان الطابق الثاني ينمو ببطء، ولم يكتمل بعد، وتفعيل هذه القدرة الزمنية من شأنه أن يلحق الضرر بالكنز ويزيد من وقت استعادته، وكان يأمل ألا يستخدم كنز الأصل هذا أبدًا حتى يصبح قويًا بما يكفي للدفاع عنه، لكنه الآن كسر هذا الوعد بآخر.

قبل أن ينتهي هذا اليوم، كان سيقتل دوريان!

*****

الأصوات جاءت أولاً.

“أمور تافهة في الوقت الحالي، لكن مع مرور الوقت، لن أتفاجأ برؤية اغتصاب وقتل بين الساخطين. قد تتفاجأ أحيانًا بكمية الظلام في قلوب الرجال…”

‘أين أنا؟ ما هذا الظلام؟’

“علاوة على ذلك، أنت إيروهيم. من أنا لأعارض رغباتك!”

‘نعم، أرى الآن. دوريان، النيران، الوقت… لديّ شخص عليّ قتله قبل أن ينتهي اليوم.’

عادت رؤية روان إليه، ورأى وجه سيرس الفضولي ينظر إليه، كانت تشرب نبيذه بموقف غير مبال، لكن داخل عينيها كان بإمكانه أن يرى حذرها.

نظر إلى الأسفل فرأى الموكب والناس يمارسون أنشطتهم، وأصوات السعادة والإنتاجية تحدث تحته، وتوقف روان للحظة وجيزة، وكلف أحد أعمدة وعيه بمراجعة الأحداث التي حدثت سابقًا، واستمر في التحدث مع سيرس باتباع نفس السيناريو كما في السابق، بينما اهتم عمود وعيه الثاني بما كان يحدث داخل جسده.

كان من المثير للاهتمام إجراء محادثة مع معرفة دقيقة للرد الذي ستتلقاه، والتزم روان بالنصوص وهو يبدأ حديثه في ميدان، “أتحدث إليك بلا كذب. يمكنك أن تأخذ كلمتي في هذا الأمر يا سيرس بورياس. ليس لدي أي خلاف معك ومع شعبك، أعدائي ليسوا أعدائك، إلا إذا رغبت في إضافة نفسك إلى عدادهم.”

“سأكون حمقاء إن تصرفتُ ضدك… في هذا الوقت. قد لا أفهم سبب قيامك ببعض أفعالك، ولكن طالما أنا متأكدة من أنك لا تنوي إيذاءي أو إيذاء شعبي، فلن أقبل أي خلاف معك. ومع ذلك، عليّ أن أسأل: كيف تعلمتَ التحدث بلهجة ميدان بهذه الطريقة؟”

بينما كانت هذه الأحداث تحدث، كانت هناك تغيرات تهز الأرض تحدث داخل جسد روان، ولكن بفضل قدرته على التحكم عن بعد والعباءة الطاقية التي صنعها تحت الملابس التي كان يرتديها، كان قادرًا على إخفاء جميع الأنشطة التي تحدث بداخله.

لم يكن يعلم ما إذا كان ذلك بسبب سلالة أوروبوروس الخاصة به، أو بعض العوامل الأخرى، ولكن عندما سافر عقله إلى الوراء في الوقت المناسب لبضع ساعات والتي كانت اللحظة الحالية، لم يكن هذا هو الشيء الوحيد الذي عاد.

“ما هذا؟ كيف يحدث هذا بداخلي؟”

يجب أن يكون لسلالة اوروبوروس الخاصة به جانب يتعلق بالوقت، حيث افترض أن قدرته على الإحياء كانت نوعًا من قدرة عكس الزمن، ويجب أن يكون الجمع بين هذه الخصائص قد فعل شيئًا يتجاوز ما كان كنز الأصل قادرًا على فعله، بالنسبة لجميع المعلومات التي أخبره بها العهد عن كنز الأصل هذا، لم يكن هناك ذكر له حول منحه القدرة على دمج نفسك المستقبلية مع حاضرك!

لأنه في هذا الوقت، كان هذا ما يحدث داخل جسد روان.

كانت التغييرات التي حدثت واسعة النطاق، ولكنها كانت أيضًا لطيفة بشكل لا يصدق، كما لو أن سلالته فتحت قناة إلى مكان في وقت آخر، وكانت ببساطة تنقل ما جمعته في المستقبل إلى الحاضر.

كان روان على دراية بصورة أوروبوروس، وهو ثعبان يبتلع ذيله، وكان يعلم أنه يمثل اللانهاية، وهي علامة على الطبيعة الاستبدادية المطلقة لهذا السلالة لكسر المسار الطبيعي للأشياء.

كل ما التهمته كان ملكًا لها. وحتى الزمن لم يستطع منعها من حقها!

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]