السجل البدائي - الفصل 206

الفصل 206: المنشئ (النهاية)

تحركت سيدة الظل وواجهته بشكل مباشر، وبدأت تكشف له عن معرفتها.

الطريقة التي كانت تتواصل بها معه لم تكن عن طريق الكلمات أو أي أصوات سمعية أو إيماءات، بل كانت من خلال نوع من اهتزاز سلالة الدم الذي كان يفهمه غريزيًا.

وكان ردها مختصرا، فلم تعطه إلا ما فسره بكلمة واحدة: ضعيفة!

لنفس السبب، سلالة أوروبوروس خاصته لن تقبل أبدًا أي سلالة أخرى قد تؤثر على جسده الممتلئ. سلالة أفاتار حواء خاصته لن تسمح أبدًا لأي قدرة روحية ضعيفة أن تشغل نفس المكان.

أخبرته سيدة الظل أنه بترقية سلالته، سيحصل على كتاب أخنوخ. الذي يحتوي على جميع أسماء الوجود الحقيقية، وسيكون مصدر تعاويذه، وليس… حثالة ضعيفة!

كما أخبرته أنه حتى لو لم يلتهم قصر الجليد رونيات قدراته، فسيظل الأمر بمثابة جهد عديم الفائدة للحفاظ عليها لأنهم لن يكونوا قادرين أبدًا على قبول القوة الكاملة لأثيره.

شيء قالته جعل روان يتوقف مؤقتًا، وأصبح مصممًا على تعزيز جانب المحارب الهائج الخاص به بسرعة إلى مستويات أعلى بسرعة كافية.

أخبرته أنه عندما يرتقي بسلالته إلى الحالة الأسطورية، سيتلقى أثيره الأسود البنفسجي دفعةً إضافيةً معه. حينها، إن لم تكن سمات المحارب الهائج لديه أقوى مما هي عليه الآن، فسيفقدها مهما حاولت سلالة أوروبوروس الحفاظ عليها.

لم يُبتلع جانب الهائج ليس لقوته الكافية، بل بحسب سيدة الظل، كان متوسطًا. نجا فقط لأنه كان متجذرًا في سلالة أوروبوروس، وهذا خلافًا لرونيات القدرات الأخرى، التي لم يكن لها أي مصدر للرزق.

لم يكن هناك وقت أفضل من الحاضر، وتخلص روان من كل الأفكار الأخرى التي كانت لديه وأخرج زوجًا من السيوف وأغلق عينيه.

كان يستخدم جوهر سلالة أوروبوروس لتشغيل رونيات الهائج، وكان يستخدم الأثير بين الحين والآخر. استخدام واحد فقط للأثير عزز تقنية السحق لديه بمقدار مستويين، وأصبحت أعلى تقنية له تقييمًا في المستوى التاسع من التكرير.

انطلق ضوء دموي من السيوف عندما بدأ روان رقصة الهائج، لقد خلق محاكاة للأعداء في ذهنه، أوغسطس، لاميا، الرجل ذو الرداء الأسود، السامية، والده، الحراس البدائيون، وضعهم أمامه، وذهب إلى الحرب.

أحرق حيويته، وتحول الهواء المحيط به إلى اللون الأحمر مثل الدم عندما قام بتنشيط الغضب، ثم الدوامة، كل عشر دقائق كان يتخلص من الأسلحة المحطمة ويسترجع أخرى، ومثل الماء المتدفق أسفل مجرى مائي، بدأت جوانبه المحاربية في النمو.

ومن خارج الأرض كان هناك هدير خافت يشبه حركة الأرض يتردد بين الحين والآخر.

فوق الأرض، بدأ سوريال في التحرك ببطء وهو يتبع الفأر الذهبي، الذي سرعان ما فرقه عن طريق استنساخه لان الأصلي إستوعبه، وركض نحو القارة الثالثة وهو يضحك على عمله المنجز بشكل جيد.

*****

بعد ست ساعات، بدأت الأرض تهتز، ثم انهارت على نفسها مثل فم مفتوح، وهرب توهج أحمر من الاصطدام، وكشف عن نفسه بأنه روان، الذي سرعان ما خلق وسادة تحريك عن بعد ووضعها تحت قدميه.

كان جسده يتوهج بتوهج أحمر عميق مثل الدم، وفوقه كانت صورة فرع يشبه الأوردة المنتفخة، وكان الضوء الأحمر المتدفق على طول الفرع يشبه تدفق الدم، وفتح روان فمه وزأر في السماء.

كانت زئيره طويلا ورنانا، وقد أثر على ثعابين أوروبوروس الذين ارتجفوا في رحلتهم، واضطروا إلى منع أنفسهم من الزئير بجانبه.

أصبح الفرع خلفه أكثر سمكًا، وبدأ يشبه شجرة دموية، وأصبح وجوده أكثر واقعية.

لم يكن يتوقع التغيير الذي حدث له عندما أخذ جانب الهائج إلى المستوى التالي، ليس فقط النمو في سماته الذي يجب أن يكون مذهلاً لأن كمية القوة التي تتدفق عبر عروقه كانت مثل الجليد السائل ولكن أيضًا الاتصال الأعمق الذي أقامه مع هذه التقنية.

إذا كان يجيدها من قبل في المستوى السابق، فقد كان الأمر الآن كما لو كانت راسخة في وعيه، ويمكنه التعمق فيها والتفجر بقدرات أكثر.

غمرت طاقة المحارب الهائج عروقه بطاقة غريبة كان بحاجة إلى تجربتها حيث صرخت له بإمكانياتها المتنامية، وكان بحاجة إلى إطلاق العنان لها.

ابتسم روان وضرب عنقه، مستخدمًا مهارة الاندفاع، أصبح من الواضح أن كل شيء قد تغير، بدلاً من الإندفاع إلى الأمام بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وقف ساكنًا، أصبحت سيطرته على التقنية الآن أفضل بكثير، حول جسده، بدأ ضباب أحمر ناعم في الظهور وكان يهتز كما لو كان مليئًا بالطاقة الحركية المفرطة.

سمح روان للمهارة بالتعبير عن نفسها، فاختفى في ومضة من الضوء الأحمر، وظهر على بُعد ألف قدم، وكان ذلك أسرع بكثير مما كان عليه عندما استخدمها الجنرال أوغسطس عندما قاتل روان، ولم تكن المهارة قد انتهت بعد. كان الضباب الأحمر المهتز لا يزال يحيط به، وبينما بدأ يهبط من السماء، استعان بتقنية الدوامة.

انطلق صوت فرقعة عالية مثل الرعد من جسده وظهر زوج من الأيدي الكبيرة المرئية بحجم جسد روان حوله، كانت مفتوحة على مصراعيها ويبدو أنها على وشك الإغلاق في قبضة.

لقد تم صنعها من ضباب أحمر يشبه الدم، وكان هذا هو الأسلوب البصري لمهارة الدوامة، وكانت ملموسة أيضًا، فقد أمسكها في مكانها وبمجرد أن لامست قدميه الأرض التي تحطمت تحت وزنه وزخمه، أطلق مهارة الدوامة، وتحولت اليدين إلى قبضة وبدأت في الدوران حوله مثل المثقاب.

القبضات الحمراء الضخمة، على الرغم من أنها تبدو مثل الدخان كانت أصلب من المعدن ومع سرعة دورانها، مزقت الأرض وخلق حفرة عميقة حوله والرياح من حركتها خلقت إعصار دموي صغير حوله.

كا أن يصاب بالجنون لأنه كان يعلم أن هذا ليس كل ما كان قادرًا عليه، فقام بتنشيط الدوامة مرة أخرى وظهر زوج آخر من القبضات الدوارة مما أدى إلى مضاعفة الأضرار البيئية التي كان يفعلها، ومع ذلك، قام بتنشيطها مرة أخرى.

والآن أصبح هناك ستة قبضات تهز وتحطم الأرض والسماء، وبدأ روان يبتسم عندما أضاف الأثير إلى التقنية.

ومض الإعصار الأحمر واختلط معه لونان الأسود والأرجواني، وكأنه تضخم بسرعة بواسطة تيار هوائي هائل، فتضخم الإعصار وتضاعف نطاق الدمار، ومثل زهرة تتفتح، انكشف.

تم إلقاء الصخور والأرض في السماء، وتم تقطيع كل شيء في دائرة التقنية إلى جزيئات دقيقة.

عندما توقف الدمار، رفع روان نفسه عالياً باستخدام وسادة التحريك الذهني، بينما تحولت آلاف الأقدام حوله وأسفله إلى حفرة عميقة مليئة بالجليد الأسود. في فضائه الذهني، لم يرَ سوى بقعة سوداء طفيفة تنمو على رون الهائج، والتي سرعان ما شفيتها سلالة أوروبوروس.

بالنظر إلى مقدار الضرر الذي تلقاه عند تفعيله باستخدام الأثير، يمكنه القول بأمان أنه يستطيع الآن تفعيل التقنية باستخدام الأثير عشر مرات متتالية قبل أن يضطر إلى التوقف لبضع ثوان.

كان روان راضيًا جدًا عن هذه النتيجة، إذا إنطلق بهذه التقنية، فيمكنه القيام بذلك بدعم من الأثير بأكمله ولن يكون خائفًا من بذل قصارى جهده.

باستدعاء السجل البدائي، قام بفحص إحصائياته وقدراته الجديدة.

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]