السجل البدائي - الفصل 176

الفصل 176: تدمير قارة

مال رأس روان إلى الجانب، بينما كان ينظر نحو اليسار، كانت ثعابين أوروبوروس الثلاثة التي أرسلها لقتل سكارفروس قد انتهت، وكان روان يشك في أن الرجل لا يمتلك أي قطعة أثرية مكانية، ولكن بعد التفكير في الأمر لفترة من الوقت، وضع روان السبب بسبب وجود العوالم.

لقد شاهد المعركة بأكملها وجزء من الطاقات التي كان الرجل يرميها، وخاصة الرياح الخضراء، كانت مختلفة جدًا عن التقنيات المرتبطة بقدرات الرونية.

لم يستخدم أي أثير لتشغيل هذه التقنيات، ويبدو أنه كان قادرًا على استدعاء كمية هائلة من الرياح حسب اختياره دون أي توقف.

لم يدع روان هذا النصر يؤثر عليه. كان مجرد حارس، وكان على الأرجح من أضعف مهيمني الدائرة الثانية. كان من المفترض أن يمتلك عضوٌ حقيقيٌّ من سلالة بورياس أسلحةً وقدراتٍ قويةً تفوق بكثير قدرات سكارفروس، وكان من المرجح أن يُشكّل مهيمنٌ بهذا المستوى تهديدًا له.

مع العلم أنه مع سلالة تجسيد إيف الحالية الخاصة به كان آمنًا، أمر ثعابين أوروبوروس، حتى أولئك الذين معه، بالبدء في صيد كل وحش على الكوكب.

مع إضافة سلالة الدم الثانية الخاصة به، كان يحتاج إلى نقاط الروح والطاقة، وتوقع أنه في أقل من شهر، ستجمع ثعابينه كل الطاقة ونقاط الروح التي يحتاجها لرفع قواه إلى المستوى التالي.

بمجرد تفعيله لتقنيته الأسطورية، من المرجح أن تتهزّ تريون بأكملها. كان عليه أن يستعد جيدًا إذ توقع معركةً فاصلةً تنتظره في الأفق.

نهض روان من عرشه وبدده، وبدأ يتجه نحو القافلة. بدأ يضع نقاط الروح في سلالة تجسيد إيف، عشر نقاط في كل مرة.

وبينما كان يفعل ذلك، رأى القصر يرتجف في فضائه العقلي وبدأت العديد من التغييرات الصغيرة تحدث حوله.

باستخدام أسلوبه الفريد لتقسيم حواسه، دخل كنز أصل أوهروكس، أمير الدمار. حان وقت الإجابات والموارد.

أولاً، كان عليه أن يفترض أن كل سؤال يطرحه على العراف سيتم تسجيله وإظهاره للقادة الحقيقيين للعهد.

لم ينس حقيقة أن أرلوشان – زعيم العهد – قال إنهم جميعًا تم اختيارهم لمهمة الاعتداء على تريون؛ وهذا يعني أنهم كانوا أتباعًا ممجدين.

على عكس ما كان عليه عندما كان مذعورًا ويطرح أسئلة مرتجلة على العرّاف، كان عليه أن يفكر قبل أن يقفز. صحيح أنه لم يكن يعلم ما قد يتطور إليه دمه عندما بدأ يستهلك الأثير البدائي المرتبط بالظلام، إلا أنه لم يتوقع ذلك.

أحلامه التي رآها قبل أن يفتح السجل البدائي بدت أشبه برسائل. هل كان من الممكن أن تترك له سلالته رسائل وتلميحات في الماضي؟

لم يعد روان ينازع في أي من افتراضاته، مع أنواع القوى التي كان يتعامل معها، كان عليه أن يفترض بأمان أنه لا يوجد شيء غير محتمل.

لم يسمع كل التفسيرات حول ما هي الأنيما في المرة الأولى، لذلك يجب أن يسأل مرة أخرى ويكون واضحًا بشأن ما هي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الموارد التي تُمنح له يجب أن تكون مفيدة للغاية، حيث أن الشيء الوحيد الذي يمنع نموه المستمر هو الطاقة التي يحتاجها لتفعيل تقنية حالة الأسطورية الخاصة به.

وبعد ساعة عاد إلى القافلة، ورفض تناول وجبته في المساء، لأن الناس في جاركار يأكلون عشر مرات في اليوم بسبب النهار والليل الطويلين، ووعد أولغا بأنه سوف ينضم إليهم في الوجبة التالية بعد خمس ساعات.

سرعان ما استقر روان في غرفته، ولم يعد الكرسي مريحًا بالنسبة له بعد الآن، وتمنى الجلوس على عرشه، لكن القيام بذلك سيقتل كل إنسان في هذا الموكب بسبب البرودة.

تمايل على كرسيه حتى استقر على وضعية مناسبة، ثم نظر نحو الطاولة حيث كان ينتظره شيئان: لوح حجري وخاتم مكاني. قبل أن يتعمق فيهما، اتصل بديان وأعطاها رسالة مكتوبة لتوصيلها إلى سيرس.

أرادت التحدث إليه، لكن ربما كانت تعلم أنه مشغول، فابتسمت وغادرت. نظر روان إلى هيئتها المغادرَة قليلًا قبل أن يعود إلى الخاتم المكاني، وإن لم تكن قد لاحظت التغيير في جسده، فهذا يعني أنه قد أخفى سلالة دمه الجديدة جيدًا.

*****

عضّت سيرس شفتيها، فقد عاد الرجل الغامض من صيده. عاد إيروهيم، والآن، لم يعد في العشرينيات في الترتيب، أصبح رقم سبعة في القائمة.

هذا التغيير أثقل كاهل روحها، إذ كانت تعلم أنه على الأرجح قد قتل الجحافل التي كانت تتجه نحوهم بعد بضعة أسابيع. كان ينبغي أن تشعر بسعادة غامرة، لأنها كانت ستؤدي واجباتها وتجلب معها جميع رعاياها تقريبًا دون خسائر.

ولكن الأمور تغيرت، الرجل المسؤول عن كل هذا، قدم طلبًا، على الرغم من أن هذا ما قاله، كانت تعلم أنه أمر، سألها عن المدة المتبقية قبل بدء العاصفة الكبرى، فأجابت بعد ستة أشهر، ثم كانت رسالته الثانية لها هي أن تبطئ القافلة قدر الإمكان.

ربما كان ذلك ليتمكن من اصطياد المزيد من المخلوقات قبل وصولها إلى المدينة تحت الأرض؟ إذًا، كان طلبًا مباشرًا بلا أي عيوب، ففي النهاية، كان بإمكانه بسهولة حماية القافلة من أي تهديد قد ينشأ بسبب إطالة إقامتهم على الطريق.

لكن حدس سيرس الذي لطالما وثقت به كان يثير قلقها، فظهرت فيها فجأةً رغبةً في الفرار من الموكب، فتجاهلتها لبرهة، ثم فتحت نانا باب مكتبها وجلست. كانت الوحيدة التي تستطيع دخول مكتبها دون أن تُعلن عن نفسها.

اشترت نانا سبعة أختام رون مختلفة، وهي رفاهية متاحة في الغالب لأعضاء عائلة بورياس، ومع قيامها بتنشيط كل منها، أصبح المكتب معزولًا بشكل متزايد حتى بدا الأمر كما لو كانت هي وسيرس داخل غرفة مظلمة.

حتى أن رون الختم كان يحجب الضوء، وعزلتهم تمامًا، وكأنهم في مكان آخر. خلال كل هذا، كانت سيرس تراقبها بحاجب مقوس. لم تفعل نانا شيئًا دون سبب وجيه، وكانت أفعالها تزيد من شعورها بالرعب منذ وصول رسالة ضيفهم الغامض.

٫أظن أنك رأيت القوائم الحالية على لوحة نيميسيس؟ إنه يقتل بسرعة كبيرة الآن، الأمر يكاد يكون لا يُصدق.” قالت نانا وهي تُخرج ميدالية مكسورة من قطعة التخزين الأثرية الخاصة بها.

“أجل، رائع يا نانا، أليس كذلك؟ مع ذلك، أرسل لي رسالة الآن يُطالبنا فيها بتأخير سرعة موكبنا وإطالة مدة الرحلة لأطول فترة ممكنة. أفكر في رفض هذا الطلب.”

“هذا يا عزيزتي، سيكون خطأً.” قالت نانا ببطء، وتحولت عيناها إلى الميدالية المتشققة التي كانت تحملها.

أمالت سيرس رأسها إلى الجانب، “هل تعتقدين أننا يجب أن نطيعه في هذا؟”

٫”ليس هذا ما أعتقد أنه يجب علينا فعله يا عزيزتي. هذا ما يجب علينا فعله فعلا.” بدت نانا وكأنها تستجمع قواها قبل أن تعاود الحديث: “مات سكارفروس! لقد تحطمت شارة قسمه التي كانت معي قبل ساعة. لا أعرف كيف مات، لكنها لم تكن سريعة، وكان يائسًا.”

“هل ماتت تلك الأحفورة القديمة أخيرًا؟ هذا خبر محزن، لكنني لا أفهم كيف يؤثر ذلك على هذه القضية في أرض الواقع”. قالت سيرس وهي عابسة.

تنهدت نانا قائلةً: “سكارفروس رجلٌ حذر، لكنني أعرفه منذ زمن طويل. ربما ظن أنه أخفى الأمر عني، لكنني أعلم أنه تعرف على إيروهيم عندما رآه. لم يستطع الجلوس ساكنًا قبل أن يهرب، لذا فهذا يُخبرني بأمرين.”

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]