السجل البدائي - الفصل 130
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 130: أرخميدس (3)
وكان هناك العشرات من الصناديق الخشبية الكبيرة التي تحتوي على النبيذ المخزن في جرار فضية كبيرة ومخزون وفير من الطعام والمؤن، بما في ذلك اللحوم والخضروات والمكونات الأخرى، وكانت لا تزال طازجة.
بعد رؤية عشرات المجموعات من الدروع والمعدات التكتيكية التي يمكنه ارتداؤها بسهولة كملابس، شعر بالارتياح.
لم يكن بحاجة إلى درع، لأنه شك في أنه سيرى أي مادة يمكنها الصمود أمام قوته المتزايدة باستمرار، لكن روان خشي أنه كان يعيش لفترة طويلة جدًا بدون ملابس، وكان يفضل عدم التعود على الإحساس بأنه عارٍ معظم الوقت، على الرغم من أن الكثيرين سيقولون إنه كان ثمنًا صغيرًا لدفعه مقابل الزيادة السريعة في قوته، إلا أنه كان لا يزال فردًا لائقًا ومعقولًا يفضل الاحتفاظ بكرامته.
كان تفكيره منصبا على توهج مستمر لشيء مخبأ في نهاية الصندوق، وكان يجذب نظره لبعض الوقت بينما كان يفحص السوار، لكنه أراد أن يكون شاملا في بحثه، لذلك تركه للنهاية.
وبعد أن تأكد من عدم وجود أي أغراض مخفية أخرى أو دفاعات غير معروفة داخل السوار، ركز على الفيل الموجود في المكان.
كان معدنًا أبيض متوهجًا على شكل برج، يشبه برجًا ميكانيكيًا متطورًا مُصغّرًا. شعر روان أن هذه أداة كيميائية متطورة، إذ لم يرَ شيئًا كهذا من قبل، وكانت الطاقة المنبعثة منها ملموسة.
مهما كانت هذه الأداة، فقد بدت ناقصة، إذ كان جزء من البرج مكسورًا أو حتى مفقودًا. ولدهشته، اكتشف أن الوجه الفارغ في ذهنه كان يستجيب لذلك البرج.
ظهر شعور بالانجذاب بينهما وسحب روان روحه بسرعة من السوار، لكن كان الأوان قد فات عندما رأى البرج الأبيض المكسور يظهر على يده قبل أن يختفي بشكل مخيف.
فجأة، شعر بإحساس داخل رأسه كما لو كان محشوًا بالرمال الخشنة، وأمسك روان رأسه وضغط عليه، كان الألم قادرًا على التعامل معه، لكن الشعور بأن عقله كان مضغوطًا وممتدًا كان محيرًا، لكنه تلاشى ببطء واستعاد رباطة جأشه.
مسح جسده ولم يرَ أي شيء غير طبيعي، فالتفت نحو فضائه العقلي، ولاحظ فورًا الإضافة الجديدة. كان البرج الأبيض قد استقر في وسط الوجه الرمادي الفارغ.
رأى أجزاءً من البرج المفقود تُستبدل بقطع من الوجه الرمادي الفارغ داخل فضائه العقلي، وكان البرج يُعاد بناؤه. لاحظ روان أن الوجه الفارغ بدأ يتقلص بينما كانت قطعٌ منه تُصلح البرج، حتى اكتمل بناؤه.
في هذا الوقت، كان الوجه الفارغ قد تقلص إلى أكثر من نصف حجمه السابق، وبدأ عقل روان يتخلص ببطء من الصداع المستمر الذي تجاهله بسبب قدرته العالية على تحمل الألم.
انتظر روان لفترة من الوقت أي ردود أفعال جديدة أخرى، ولما لم ير أيًا منها، قسم عقله إلى قسمين، وظل يراقب داخل فضائه العقلي، ومع العقل المنقسم الآخر، أخذ جزءًا من روحه ودخل سوار المكان مرة أخرى، وكان قد رأى بعض الكتب والملاحظات بداخله.
أراد جمع أي دليل عما زُرع للتو في فضائه العقلي. ولاكن تبيّن أن الكتب الموجودة بداخله عديمة الفائدة، لم تكن سوى سجلات تُحفظ عن أحوال الجنود وسجل يحتوي على آلاف الأسماء. تخلص روان من الكتب ونظر إلى البرج الأبيض داخل فضائه الذهني.
مع اندماج المادة الرمادية من الوجه مع البرج الأبيض بسلاسة، أصبح الآن مكتملًا ويتألق بشكل ساطع داخل فضائع العقلية، لاحظ روان أيضًا أنه كان يبني الطاقة ببطء وأصبح قلقًا.
لم يكن ليسمح لشيء كهذا أن يوجد بداخله دون أن يعرف ماهيته. صر روان على أسنانه، وأرسل خيطًا من روحه نحو البرج، وعندما اقترب منه، اهتزّ الوجه الفارغ والبرج الأبيض، وامتصّ البرج الأبيض روحه بأكملها.
شعرت روح روان وكأنها طُويت مرات لا تُحصى وأُطلقت نحو أعماق الكون، كما شعر بإحساس قوي بالسرعة يتجاوز حتى ما شعر به عندما استخدم بوابة النقل الآني.
وفجأة رأت روحه تمثالًا شيطانيًا عملاقًا كان بحجم كوكب، ووجد نفسه مدفوعًا بشكل لا يمكن السيطرة عليه إلى جبين الشيطان، وأصبح كل شيء أسود.
*****
استيقظ ليجد نفسه جالسًا على طاولة عالية في قاعة فخمة، وبجانبه أربع شخصيات أخرى. تجمد روان في مكانه ولم يحرك ساكنًا، فالقوة التي شعر بها من تلك الشخصيات الجالسة كانت شبيهة بقوة السامية.
كانوا جميعاً بلا حراك ولم يعترفوا حتى بوجوده، وكانت أماكن جلوسهم في وضع نصف دائري، وكان جالساً في نهاية هذه الطاولة.
بقي روان ساكنًا لبضع ثوانٍ، وما زال لا يرى أي حركة من الشخصيات الأربعة الأخرى، فسمح لنفسه بالاسترخاء قليلًا وبدأ في التحقق من نفسه.
أول ما لاحظه أنه لم يكن في جسده، بل كان جسدًا غريبًا، يشبه شكل الشيطان، يشبه شكل الشيطان العملاق الذي دخلته روحه للتو. بدا هذا الجسد وكأنه يكتسب لونًا حتى وهو يراقبه، متحولًا من لون باهت إلى لون أغنى.
كان لهذا الشكل قشور سوداء تغطي جسده، وقرنان بارزان من جبهته، وعلى جسده وشم فضي لامع، وعندما حاول روان التحرك، لم يستطع. بالكاد رمش.
الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه فعله هو التحقق من محيطه والشخصيات بجانبه التي تنبعث منها قوى هائلة يمكن مقارنتها بالسامين.
انتقل بصره بسرعة عبر الطاولة نحو الشخصيات الجالسة ورأى أن ثلاثة منهم يشبهون البشر، اثنان منهم من الذكور وأنثى واحدة، والأخير يشبهه ويبدو أنه شيطان أيضًا، ويبدو أن جلده به قشور، وكان لديه جناحان خفاش ضخمان خلفه مطويان ويلفان حول جسده مثل عباءة.
ومن المثير للاهتمام أنهم كانوا جميعا يشبهون تماثيل رمادية. وبالنظر إليها عن كثب، اكتشف أنها كانت تماثيل بالفعل.
بدأ بفحص سماتهم الفردية، من بين الشخصيات الثلاثة التي تشبه البشر، بدا الرجل الأول عجوزًا ذو لحية كثيفة، وكانت هناك العديد من المواد الغريبة متشابكة في لحيته، بينما لاحظ روان خرزًا وأزهارًا وأشياء غريبة أخرى. لم يعرف روان لماذا ذكّره التمثال بساحر عجوز حكيم.
كان الرجل الثاني يبدو شابًا، ورغم أنه كان تمثالًا، إلا أن روان ما زال يشعر بحرارة ملتهبة من التمثال، وكان يرتدي تاجًا وكان وجهه صارمًا.
بدت الأنثى الأخيرة وكأنها بركة وكان حولها توهج أبيض حليبي ذكّره بتوهج القمر، وكان تمثال الشيطان الرابع ينضح بوحشية خالصة.
يبدو أنه كان الوحيد على هذه الطاولة الذي لم يتحجر، ومع ذلك كان متأكدًا من أن هذا لن يدوم، لأنه منذ وقت ليس ببعيد، كان بالفعل تمثالًا عندما تذكر هذا الجسد وهو يستعيد حيوان عندما دخلت روحه إلى داخله.
نظر إلى أسفل عبر الطاولة وما رآه جعل فكه يكاد يسقط من فمه.
كان المنظر مذهلاً للغاية، حتى أنه شعر أنه يستطيع أن ينظر إلى هذا المنظر إلى الأبد.
يبدو أن القاعة التي جلس فيها الخمسة تقع داخل فراغ الفضاء، وأمامهم مئات الكواكب، والأجرام السماوية الأخرى مثل الأقمار والشمس.
ومن بين كل هذا الجمال الواسع كان هناك كوكب مجيد واحد كان أكثر إشراقا من الباقي، وكان ضخما للغاية حتى أنه تركه في رهبة.
لقد قزم كل شيء حوله وإنبعث منه موجات مجيدة من القوة.
عرف روان ما كان ينظر إليه دون أي إشارة – تريون.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]
———
اوكي شرح مهم :
جوهر الروح= الروح نفسها
فلما روان يقول أنه يدخل روحه في مكان ما او يسوي بها شيئ فذا يعني أنه يستخدم جوهر روحه والعكس صحيح ويمكن جعل جزأ من جوهر الروح يبقى في شيئ ما لحمايته مثل ما فعل أوغسطس مع السوار المكاني فلما يقال “الروح” و “جوهر” الروح إعرفوا إنها مجرد تسميات مختلفة من الكاتب لنفس الشيئ.
وايضا الفصول القادمة راح تكون غير مفهومة مثل معتاد ولاكن صدقوني لما ينتهي المجلد وكل شيئ يترابط ببعضه البعض راح تصفقوا للكاتب بسبب عبقريته