السجل البدائي - الفصل 9
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 9 : “السجلات كلية القدرة”
[سليل النور] : [ إن مجال النور يؤيدك، ونزولك ينشر النور على كل الخلق، وسوف تحمل الشمس في راحة يدك.]
[رأيت رجلاً يمشي في الظلام، وكانت عيناه مغمضتين، ويداه مضمومتين إلى صدره وكأنه في صلاة، وسار في الظلام لمدة لا يمكن تصورها، وعندما بدا أن الظلام كان كل شيء، فتح عينيه، كانتا بمثابة كرتين توأم من اللهب أضاءتا الفضاء، وصرخ بصوت حرك السماء “أنا النور!”.
تمزق الليل الذي لا نهاية له، وألسنة اللهب الساخنة مثل الشمس تتدفق من عينيه المفتوحتين وفمه، وفك يديه وتدفقت موجة دائرية من اللهب من لحمه، والعالم الذي يسير عليه، احترق إلى رماد.]
[تم فتح جميع مسارات السيادة للنور]
[ أوريون يفضلك ]
*****
ابتعد روان عن الرؤية، وانهار على الأرض، وكان يتنفس بصعوبة، وارتفعت درجة حرارته، وتجعد شعره وأصبح جافًا. كان العرق يتصبب من جبينه، وبعد فترة، أصبح مبللاً، يا له من أمر مرعب. كان هذا الرجل بمثابة قنبلة نووية متحركة، كل لفتة يقوم بها تحمل قوة انفجارية هائلة، هل يمكن أن يصبح شيئًا مثل هذا؟
وجد روان أن الكلمات “أوريون يفضلك” مزعجة للغاية، وفقًا للنص الصوفي، كان أوريون تجسيدًا لسامي الشمس، وكان كائنًا أعلى يحكم حركة النجوم.
إذا كان السامين موجودين، فإن اهتمامهم لم يكن شيئًا يتوق إليه، فما الذي كان عليه البشر أمام سلطة السامين؟ لا شيء سوى ذرات من الغبار، لا معنى لها ويمكن التخلص منها بسهولة. قد يكون اهتمامهم نعمة أو نقمة بالنسبة له.
خطرت له ذكرى، فتعثر إلى رف كتبه، لقد أنهكته الرؤية، وأطلق تنهيدة منزعجة وهو يجهد للوصول إلى كتاب بالقرب من الأعلى، قبل أن يعود ويسحب كرسيًا، ويستعيد الكتاب بأمان، ونظر إلى الاسم: علم الأنساب الملكي لعائلة كورانيس. انتقل بسرعة إلى صفحة محددة، إلى الجد الأول لعائلة كورانيس. باروبييل كورانيس، أطلقت عليه الأساطير لقب سليل النور، فقد دعمت مواهبه الملك السامي جولجوث لنيل عرش تريون، مما خلق فرصة للبشرية لحكم الكوكب بأكمله، وكانت براعته في مملكة النور لا مثيل لها.
كان من المفترض أن تجعله قدراته خالدًا. كان رسولًا للملك السامي نفسه، لكنه اختفى، ورغم أن عائلة كورانيس كانت لا تزال قوية، تذكر روان أنهم لم يعودوا يسلكون طريق النور، بل طريقًا مختلفًا. طريق الخبير.
أغلق روان الكتاب بصوت خافت، يبدو أن روان الأصلي كان من نسل النور، لكنه لم يخضع أبدًا للطقوس لإيقاظ موهبته عندما كان طفلاً لأنه كان ضعيفًا جدًا بحيث لا يستطيع الخضوع لهذه العملية، ربما لو علمت عائلته أنه وريث جدهم، لكانوا قد حركوا الجبال لتعزيز بنيته الجسدية وإيقاظ هذه الموهبة المكسورة. ضحك بصوت ضعيف وتنهد.
“تسك…تسك…لقد كان الأمر هكذا طوال الوقت، يا لها من مزحة.”
كان روان يتمتع بشخصية صارمة، ورغم أنه لم يكتب أطروحة مفصلة عن علاقته بعائلته في مذكراته، إلا أنه كان لا يزال يرى تلميحات واضحة في كتاباته، ونمطًا صغيرًا من الإساءة والإهمال الذي أخفاه روان بلغة مرحة وروح الدعابة الساخرة. لماذا تم وضعه في إقطاعية في نهاية العالم، وكيف يكون أحد النبلاء في مثل سنه غير متزوج لو حتى مخطوب ؟
باستثناء الفوائد البسيطة التي حصل عليها من منصبه، لم يحصل على أي مساعدة من عائلته، والشخص الوحيد الذي كان يهتم به في العالم، تم انتزاعه منه، فلا عجب أنه وافق على الطقوس الشنيعة التي أجبره والده على القيام بها. كان يعلم أنه كان مجرد تجربة، وكان يعلم أن مصيره قاتم، وكان يعلم أنه سيموت، ومع ذلك وافق.
كانت هذه هي الورقة الوحيدة التي كان يملكها ليلعبها، لتحرير والدته من التعذيب والسجن.
لم يكن روان يريد أن تذهب تضحية هذا الشاب سدى.
“قد يظنون أنك فاشل، لكنني سأثبت لهم خطأهم.”
من أين جاءت هذه المشاعر تجاه إبن الأمير الميت؟ ربما لأنه شاركه جسده، وشاركه روحه بشكل أكثر حميمية، مما جعله يتعاطف معه على مستوى أعمق.
لقد تعافى من الضغط الناتج عن رؤية سليل النور، وبدأ يفهم تعقيدات امتلاك دستور مرتفع، وعامل شفاء غريب.
انغمس مرة أخرى في السجل البدائي، مصممًا على فهم كل ما كان يقدمه له، ومع تنفس متوتر، دخل عقله في السجل التالي
*****
[سليل الظلام] : [لقد سافرت روحك عبر كفن الموت. أنت شذوذ تمشي على الأرض. لقد غزا الظلام روحك، وسوف تطفئ كل شرارات الضوء.]
[ تم فتح جميع مسارات السيادة للظلام.]
[ثاناتوس يفضلك]
[رجل يرتدي عباءة ممزقة يسير في حقل ثلجي، وهو حافي القدمين، وكل خطوة يخطوها تترك بصمة قدميه خلفه، وورائه ارتفع جيش من الوحوش، من تماثيل عملاقة هزت الأرض مع كل خطوة، إلى مخالب عائمة عملاقة أدت إلى مخلوقات غريبة بحجم المدن إلى ذئاب ضارية وأشنات وتنانين عظمية ومجموعة لا حصر لها من المخلوقات ذات الأشكال التي تنزف في الظلال والبرودة.
خلف هذا الرجل الوحيد، كان الجميع صامتين، لقد تبعوه. جيش غطى المدن، تحرك عبر عالم محكوم عليه بالزوال في صمت.
كانت البصمة التي تركها خلفه سوداء، ومن السواد تحول الثلج خلفه إلى اللون الأسود. كل خطوة خطاها جعلت العالم يسقط في الظلام.
وبعد فترة من الوقت، سقط الكوكب الذي كان يسير عليه في ظلام أبدي.]
*****
تجمد روان بعد هذه الرؤية، وانهار على الأرض بلا عظام، حيث ضرب رأسه على حافة الطاولة بصوت مقزز.
توقف قلبه، ولبرهة من الزمن، ظن أنه سيهلك، فهو لم يمض يومًا كاملًا، بل كان سيموت لسبب غبي وهو عدم الجلوس عند لمس مجالات السامين.
لحسن الحظ، شعر بدفء لطيف يلف قلبه فبدأ ينبض. غطى الدفء جسده وراقب بذهول شديد الأوردة السوداء في جميع أنحاء جسده تتراجع إلى جلده. نهض من مكانه مندهشًا من شعوره بالصحة الجيدة بعد تجربة الاقتراب من الموت.
خطر ببال روان أنه لم يكن حريصًا بما فيه الكفاية. لكن السد كان قد انفجر بالفعل، ولم يكن هناك ما يمنعه من التحقق من كل الأسرار هنا. ولأنه لم يكن يثق في الكرسي، جلس على الأرض متربعًا.
عاد عقله إلى التعمق في سليل الظلام، وتأمل في النعمة الجديدة من سامي آخر، هذه المرة سامي الموت. كان روان يعلم أنه لا ينبغي لك أن تصفع وجهًا مبتسمًا، لكن النعمة غير المرغوب فيها، وخاصة من السامين، ليست بالضرورة شيئًا جيدًا، فقد تكون بركاتهم أثقل من الجبال.
ولكن لماذا يجب أن يقلق بشأن السامين؟، فوفقًا للنصوص المعروفة، فقد ماتوا جميعًا أو فروا من هذا المستوى من الوجود. لقد أسقط الملك السامي سلطتهم. لقد فتح السجل البدائي رابطًا مع هؤلاء الساميين المنسيين، ما مدى إحتمال حدوث ذلك؟
كان مسارا النور والظلام مسارين مختلفين، وإذا لم يخطئ روان في تخمينه، فهل سيكون قادرًا على استخدام كلا المسارين؟ أم أنه سيتعين عليه الاختيار؟ كان يأمل أن يكون الأول. لم يشعر روان بالأمان في هذا العالم، ولن يرفض أبدًا أي فرصة ليصبح أكثر قوة.
السجل البدائي، أي نوع من الوجود كان؟ أن يرسم خطين متعاكسين في نفس الجسد، ومع ذلك كان مدركًا أن هناك المزيد من السجلات المتبقية، وكانت أصابعه الشبحية تشعر بالحكة عندما ضغط على الزر التالي.
ظهرت ومضة من النص الأسود على الصفحة.
[ تحذير، أنت وشك عرض سجل كلي القدرة، هل تريد متابعة ؟]
كلي القدرة، أحب روان هذه الجملة. هل سيقتله فتحه؟ كان يأمل ألا يقتله لأنه كان سيمضي قدمًا.
“متابعة!”
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]