السجل البدائي - الفصل 39
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 39 : “… أنا جائع جداً”
“. . . ‘ . . .”
كان صبي هزيل، ذو شعر أبيض، يمشي ببطء نحو القرية، وكانت اتجاهاته نحو شواطئ البحيرة، وكان يحمل حزمتين في يديه، وفي كل فترة زمنية محددة كانتا تهتزان، وتصدر منهما أصوات مكتومة.
لقد ارتجف عندما حدث انفجار شديد أمامه، وسقط على الأرض عندما ضربته الموجات الصادمة الناتجة، ولم ينتظر طويلاً قبل أن ينهض ويبدأ في المشي مرة أخرى.
كان الصبي يعاني من جروح مروعة في جميع أنحاء جسده، كان يعاني من جروح عميقة كما لو كان قد تعرض لهجوم من دب، وكانت ساقاه خاليتين من أي جلد، مجرد كومة نازفة من العضلات والأربطة التي تربط عظامه معًا.
لا بد أنه كان يعاني من قدر لا يمكن قياسه من الألم، ومع ذلك فهو لا يزال يمشي معهم، ويخرج من فمه همسات تبدو وكأنها لأشخاص مختلفين، بعض الهمسات كانت عالية النبرة، وبعضها كان هادئًا وبعضها لم يكن سوى هدير.
” ؟.”
” ..”
” ؟!”
توقفت الجروح المفتوحة لدى الصبي عن النزيف باللون الأحمر، وبدأت تتحول إلى اللون الأصفر ببطء. ومع ذلك، بعد فترة من الوقت، عادت إلى اللون الأحمر.
لم يكن هذا بالضرورة أمراً جيداً، لأنه كان قد انهار منذ فترة، لكن الدم الأصفر شفاه بدرجة كافية وبالتالي أطال معاناته.
بدأت عيناه تتغيران، عيناه البنيتان اللتان غالبًا ما تنضحان بالدفء والضحك بدأتا تتحولان إلى اللون الأصفر، وتحول بياض عينيه إلى اللون الأحمر الدموي.
وكانت الحزمة التي كانت على ذراعه عبارة عن رأس أمه وأخته.
كانت عيون ستيسا مغلقة كما لو كانت نائمة، وكانت الدموع قد جفت على وجهها، وكان جلدها شاحبًا.
كان وجه روز منزعجًا وكان فمها ملتويًا في زئير، ومن فمها المفتوح خرجت شظايا من الهمسات، وبدا أن الصبي يفهمها، وكان يهز رأسه في اختلاف بين الحين والآخر.
لكن خطواته ظلت واثقة وهو ذاهب إلى البحيرة.
*****
كانت رحلة روان للعودة إلى المنزل ضبابية.
وكان قلبه في اضطراب.
سمع همسات الناس يسألون عن هويته، لكنه كان مشتتًا للغاية ولم يسمع الإجابة التي أعطتها لهم مايف.
لم يعتقد روان أن ظهوره قد يسبب لهم انزعاجًا غير مبرر، لأن نبيل، وكان مسموحا له بقدر من الغرابة أكثر بكثير من الأشخاص العاديين.
علاوة على ذلك، كانت صدفته الآن تبدو وكأنها درع. كل ما كان يعرفه هو أنهم التزموا الصمت وتبعوه، ولم يكن بإمكانه أن يطلب أي شيء آخر.
كان يسير أمامهم، وكانت مايف خلفه مباشرة، وتبعه الكابتن، وبقية الأشخاص، وأخيرًا آخر ثلاثة حراس.
وبينما كان يتحرك، كان يحاول تصفية ذهنه، والتفكير فيما رآه، والرابط الخفي بينهما جميعًا.
منذ فترة، عندما تجاوزت صفاة القوة والرشاقة الخاصة به حالة الصدع، شعر بإحساس مألوف. كان نفس الشعور الذي شعر به عندما انتقل إلى هذا العالم.
لقد شعر بالاختناق والتقييد، كان الأمر كما لو كان مثقلًا بسلاسل لا حصر لها، كانت ملفوفة حول جسده، وكان يتم تشديدها.
لقد شعر باشمئزاز عميق في روحه، كما لو كان يتم انتهاكه على مستوى أساسي، وعندما وصل الإحساس إلى ذروته اختفى.
كأن أحدهم قام بتعديل المعايير لتصحيح خطأ، لأنه كان متأكداً من أنه لم يكن من المفترض أن يلاحظ ذلك.
لقد شعر بهذا الشعور ثلاث مرات، الأولى عندما جاء إلى هذا العالم، والمرة الثانية عندما لمس ذلك الوشم الغامض على صدره، والآن شعر به مرة أخرى.
كانت نقاط الروح التي جمعها من الثوران الأخير بالفؤوس 532. لقد كان كثيرًا، وتوقع أن يدخل نموه مرحلة انفجارية أخرى قريبًا.
حاليًا، كان يشعر بالثقة الكافية بشأن فرص بقائه على قيد الحياة، حيث لن تتوقف سلالته عن التطور وإذا لم يكن يموت في الأيام التالية، فلديه فرصة ليصبح أسطوريًا. يأمل ألا يكون سيئ الحظ لدرجة أن تنتهي فترة حياته في الساعة التالية.
كان ذلك العالم الذي زاره بالقمر الأحمر من خلال تلك الصخرة الصفراء يجذبه بشدة. ربما كان أكثر خطورة مما كان يستطيع أن يتصوره، لكنه كان بلا شك مفتاح خلاصه.
إذا كان بإمكانه جمع نقاط الروح دون الحاجة إلى الخوض في جبل من الجثث، فسوف يختار هذا الخيار في أي يوم.
هذا الخيار الجديد للنمو يمنحه حرية التفكير. لم تكن لديه الكثير من الفرص مع كل الأحداث التي تدور حوله، ومع سرعة الحشد، سيستغرق الأمر ساعة واحدة على الأقل للوصول إلى القصر.
من كان يعلم ما قد يجده عندما يعود، فهو لا يثق بأي شيء، وكان يحتاج إلى بضع لحظات لجمع أفكاره.
لقد كان من المفاجئ أن هناك إصابات قليلة بين الأشخاص المتبقين، ولم يكن أي منها مرهقًا، ولم يعرف روان ما إذا كان سيرجع ذلك إلى التدخل السامي أو الفعالية المطلقة للرجاسات في القتل.
كان الأطفال صامتين في الغالب، وهو ما أرجعه روان إلى الصدمة، ولكن لا شك أنه عندما يستقر الغبار ويأتي كل ثقل هذا اليوم، فإنه سيترك ندوبًا لن تلتئم أبدًا، ومع ذلك لم يخرجوا من الخطر بعد.
إستخدم الرؤية المكانية نحو السماء، لقد سسمع تقارير من الكابتن تيتوس عن رجس مجنح، لكنه تراجع قبل أن يصل إليهم روان على ما يبدوا.
كما نظر عميقًا في الأرض، لم يستطع أن يتحمل الإهمال، على الرغم من أن روحه كانت في حدودها.
لا تزال روحه في حالة ضعف من كمية القوة التي ألقاها للتو تجاه الرجس، وعلى عكس جسده، لم تكن تتعافى بسرعة كافية، واستخدامها بهذه الطريقة كان مؤلمًا.
لكن هذه كانت مجرد مخاوف بسيطة مقارنة بما كان يزعجه. شعر روان وكأنه فأر في متاهة، كان ينبغي له أن يرى شيئًا وُضِع أمامه، لكنه لم يستطع.
لقد كان الأمر أشبه بحكة لا يستطيع حكها، وكانت تؤلم عقله، وأحس بأنه سيدفع الثمن إذا تجاهلها لفترة طويلة.
ماذا كان يفتقد؟
حسنًا، لنعد إلى ما يعرفه، فقد استيقظ في مسلخ بذاكرة مشوشة، وبحالة خاصة، وكان عمره قصيرًا. وقد فقد الزعيم بسبب والده واستيقظ في قصره، الذي هاجمته الوحوش بعد فترة وجيزة، والشيء الوحيد الذي أبقاه على قيد الحياة هو السجل البدائي.
هل كان هذا هو التفرد الذي تحدث عنهاووالده؟ إذا كان كذلك، فهذا يعني أنهم كانوا يعرفون أو على الأقل يشتبهون في أنه يمتلكها وإذا كانت هذه هي الحال، فهل لديهم فكرة عن نوع القوة التي منحه إياها؟
إذا عرفوا ولو بنصف ما كان السجل البدائي قادرًا على فعله، فلن يكون هناك أي مجال لتركه بعيدًا عن أنظارهم. هل يعني هذا أنه كان تحت المراقبة؟، ولكن من قبل من؟
اجتاح بصره كل من كان خلفه، كان هناك ما مجموعه مائة وسبعة عشر شخصًا خلفه، بما في ذلك مايف والحرس. كان هناك ثلاثة وسبعون طفلاً وشابًا، بما في ذلك الأولاد والبنات، مع اثنا عشر رجلاً وسبع وعشرون امرأة.
من بين كل هؤلاء الناس، من كان الجاسوس؟ في قصره، من كان يستطيع أن يثق فيه؟ وإذا نظر إلى الأمر على مستوى أعمق، ما هي المعلومات التي قُدِّمَت له والتي اعتبرها حقيقية ولكنها كانت كاذبة.
لقد كان غريبًا في هذا العالم، وذاكرته سيئة، وإذا قيل له أن الأسود أبيض وافترض أن هذا هو الحقيقة، فإن كل استنتاج توصل إليه من تلك النقطة فصاعدًا سيكون غير صحيح.
سيكون مثل الأحمق الذي يبيع نفسه ويساعد المشتري في حساب النقود. كان بحاجة إلى مصدر معلومات نظيف حتى يتمكن من اتخاذ إجراءات فعالة، وهذا يجب أن يكون هدفه التالي.
إن محاولة العثور على خائن بين الناس الذين بالكاد يفهمهم كانت درسًا في العبث، على الرغم من أن جزأ إبن الأمير منه عبس في وجه هذا الخط من التفكير، إلا أنه لن يخدع نفسه.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]
الكاتب ترك الطفل حي عشان يعذبه فقط حرفيا