السجل البدائي - الفصل 38
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 38 : “مجد سلالتك”
أدرك روان أنه قادر على إعطاء أكثر، وأطلق العنان لكل شيء، وفتح الأبواب على مصرعيها.
كان دم روان في ذلك الوقت ذو لون ذهبي أبيض ويحتوي على كمية لا تضاهى من الحيوية.
إن لم يكن بسبب عبء إمتلاك مستولي الأرواح والموت الحقيقي عدة مرات، فمن المفترض أن يكون قادرًا على العيش بسهولة لآلاف السنين.
كان لديه شك خفي أنه حتى لو ماتت روحه في هذه اللحظة، فإن جسده سيظل حياً كقطعة أثرية سامية، قوية وغير قابلة للتدمير.
لقد منحه هذا شعورًا غريبًا بالعزاء. سوف يمشي جسده على هذه الأرض بعد وفاته بوقت طويل.وهي صفعة صامتة لأعدائه. على الرغم من أنه يفضل أن يكون على قيد الحياة، ومع كل لحظة تزداد فرصه.
كل قطرة من دم روان تعادل كمية الدم الموجودة في ألف رجل، وربما كان يقلل من تقدير هذا العدد. فكل قطرة ثمينة لا تقارن.
غلى دمه، وأطلق ضبابًا شاحبًا من الحيوية الكثيفة. بدأت قلوبه الثلاثة تنبض بشكل أسرع بشكل أسرع، وتدفق منه الجوهر في اندفاع. اكتشف روان استخدامًا آخر لصدفته، وهو تسريع نقل الطاقة.
لقد تضاعفت السرعة التي استخدمها روان لنقل جوهره إلى الفأس، وبدأ السلاح يرتجف وزاد الطنين المنبعث منه، مثل آلة معركة ما قبل التاريخ تخرج من نومها.
شك روان في أن هذا السلاح قد ذاق جوهرًا مثل جوهره. لم يكن لديه طريقة لقياس حيويته مع أي شخص آخر، لكنه شك في أنه لا يوجد ما يقارن به في هذا العالم.
في المكان الذي أمسك فيه روان بالفأس، بدأ عرق ذهبي شاحب يتسلل إلى أعلى العمود. وبدأ عمود الفأس يتحول ببطء إلى ظل ذهبي شاحب. ظهرت ثلاث صور شبحية أخرى، وكانت ذهبية اللون، مثل الشعاع الأول للشمس المشرقة.
السبب وراء توقف روان عند الرقم ثلاثة لم يكن لأن بنيته الجسدية لم تعد قادرة على تحمل المزيد من الصور، بل لأن هذا هو الحد الذي تستطيع روحه تحمله. إذا تجاوز هذا الحد، فإنه قد يأذي حلفائه بالخطأ.
لقد شعر بارتباط مع كل الفؤوس العائمة، وعرف أنه يستطيع التحكم في كل منها ولكن بطريقة بدائية.
من أجل التحكم بهم بشكل أفضل، شعر روان أنه من الأفضل إطلاق شبح واحد فقط. ما أحتاجه هنا ليس أي سيطرة، كما اعتقد روان، بل قوة تدميرية محضة.
تذكر روان النظرة في عيني الرجل المحتضر، وأراد أن يودعه بالمجد. كان ذلك بمثابة عزاء من نوع ما. تمنى أن تمتد مساعدته إلى ما هو أبعد من جلب الموت لأعدائه. لكن في الوقت الحالي، كان هذا كل ما يمكنه فعله.
لفترة من الوقت، تساءل عما إذا كان دمه يمكن أن يشفي الجرحى، لكنه شك في ذلك، حتى دماء المهيمنين الأضعف كانت سمًا رهيبًا للبشر، ولكن مع ذلك إذا كان لديه وقت للتنفس، فقد كان ينوي التحقق من قدرات شفاء دمه على الآخرين.
تحول الليل إلى نهار تحت إضاءة الصور السبعة الضخمة الشبحية للفؤوس، وكان الجميع صامتين، وسقطت أعينهم على روان ثم ارتفعت مرة أخرى إلى السماء.
قام الكابتن تيتوس والحرس المتبقون بإزالة أغطية وجوههم، وكانت أعينهم ثابتة على روان، لأن هناك شيئًا غير طبيعي ومغناطيسيًا حول وجوده.
نظر روان إلى جلين وقال، “أيها المحارب هيا شاهد… مجد سلالتك.” وأشار إلى الأعلى بيده اليسرى، وأشرقت إثنين الصور الوهمية بشكل ساطع قبل أن يختفيا في الضباب، تاركين وراءهما آثارًا من الضوء الوهمي.
أسرع مما قد يعتبر ممكنًا، أطلق روان موجة أخرى من الهجوم وبعد ذلك مباشرة أطلق موجة أخرى، بدأت روحه بالصراخ من الإرهاق، لكنه صمد وأطلق هجوما أخيرا.
لقد اختفوا جميعًا في الضباب. لقد سمحت له خفة حركته التي اجتازت حالة الصدع بجعل العالم يتبطئ في إدراكه، وكان قادرًا على إطلاق تلك الهجمات بسرعة.
وللحظة واحدة، كان كل شيء صامتًا.
مع هدير عظيم، ضرب روان مقبض السيف على الأرض.
كان هناك دوي خفيف شعر به الناس ولم يسمعوه. ومضت عدة أضواء ساطعة أمامهم، وإهزت الأرض.
كان هناك صوت صفير شديد، حيث كانت الرياح تصرخ وتمر بسرعة وتسوي الضباب حتى أصبحت السحب في الأعلى منفصلة عن بعضها البعض حتى أصبحت بعيدة عن الأنظار.
باستثنائه هو ومايف، اللذين انحنيا لمقاومة رياح الإعصار القوية، فقد انقلب بقية الناس على أقدامهم، وصرخوا في دهشة وخوف.
لقد دمرت المنطقة المحيطة، وترددت أصداء صرخات الرجسات في المسافة البعيدة. وسقطت قطع من الرجسات كالمطر، وتفككت أجساد العمالقة السبعة ببطء إلى قطع.
كان الصمت سيد الموقف. وقبل أن ترتفع أصوات الهتاف الصاخبة التي أطلقها الناس المغطون بالغبار، حملت الرياح قدرًا كبيرًا من الغبار والدخان. وكان هناك بكاء وعناق، حتى أن الحراس الرواقيين خلعوا خوذاتهم وضحكوا.
تمنى روان أن يتمكن من نزع القشرة عن وجهه، حتى يتمكن من الضحك معهم، حتى يتمكنوا من رؤية الفرحة في عينيه.
كانت عينا روان متجهتين نحو جلين. كان متسع العينين وابتسامة تزين فمه. كانت يداه مشدودتين. لكنه كان ميتًا بالفعل. بدا أن عينيه المفتوحتين لا تريدان أن تغلقا أبدًا.
كانت هذه قوة كان متأكدًا من أنها في حالة الصدع. الانقسام الكبير بين المهيمنين. وبفضل هذا السلاح، تمكن روان أخيرًا من إطلاق العنان لقوة على هذا المستوى.
شعر روان بتدفق الحرارة، حيث تم توجيه عدد لا يحصى من الأرواح إلى جسده، ارتجف عندما تتبع وعيه نقاط الروح المتنامية، حيث تجاوزت ثلاثمائة نقطة روح واستمرت في الارتفاع.
ومع ذلك، ترك هذا النصر طعمًا كريهًا في فمه. فقد خفف من سعادته بروحه المتنامية حقيقة أن بعض الوحوش التي قتلها صنعت من شعبه.
رغم أنه كان يعلم أنهم لم يعودوا شعبه بعد أن تحولوا، إلا أنه لم يكن من السهل قبول كل الحقائق، فقد تصور أنه في كل الفظائع التي قتلها، أن هناك آثارًا للأشخاص الذين عرفهم ذات يوم.
كانت مايف هي الوحيدة التي لم تحتفل، كانت عيناها مثبتتين عليه، مما يدل على القلق، تجاهل نظراتها المهتمة، ولكي يصرف نفسه عن أفكاره القاتمة، قام روان بتحليل محيطه، وخاصة الطريق الذي كانت المخلوقات البغيضة تهرب نحوه.
أدى الانفجار إلى إزالة الضباب وتمكن روان من الرؤية لمسافة بعيدة. كما أدى إلى تدمير جزء كبير من المدينة وإخماد أي حرائق.
ربما لو نظر متأخرا قليلا لكان قد فاته ما يحصل.
كانت الرجسات تتجه نحو البحيرات الغابوية. كان هذا الجزء من المدينة يقع في مكان مرتفع حيث يمكن للمراقب أن يتأمل البحيرات الجميلة بسهولة.
قفز مئات من الرجسات إلى النهر، وتبعهم عشرات العمالقة. وفي وسط البحيرة رأى امرأة.
لم يكن هناك سوى رأسها الذي يطفو فوق البحيرة. بدت وكأنها تبتسم. لكن عينيها كانتا صفراوين ومريضتين ولم تحملا أي مشاعر سوى الجنون، وكانت حدقتاها أفقيتين مثل حدقتي الماعز.
شاهدها روان وهي تفتح فمها وزحف عملاق إلى الداخل، وتم مضغه ببطء، والسوائل الصفراء تتسرب من فمه المرأة. ثبتت عيناها على روان، وسمع همسة منها عند أذنيه. بينما غرقت تحت الماء.
“قمت بعمل جيد، يا طفلي!”
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]
————
متأكد أن ولا واحد منكم فاهم شيئ