السجل البدائي - الفصل 105
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 105: صوت أعماق البحار (5)
استغرق الأمر أكثر من ثلاث دقائق بقليل حتى يتم التهام الأبواب بالكامل، وبينما كان يلتهم الأبواب، أخذ روان الوقت لفحص التجسيدات التي رآها عليها.
كانت هناك صورة مألوفة على الأبواب؛ بل كانت في الواقع واحدة من أبرز الأشياء التي رآها عندما جاء إلى هذا العالم لأول مرة. كانت كيانًا غريبًا حُفر في ذهنه. كانت حورية البحر ذات ثلاثة أزواج من الأذرع.
كانت الصورة الموجودة على أبواب القصر مغطاة بالغبار، وبإصدار الأمر لثعبان أوروبوروس بتفجيرها، تم الكشف عن الصورة الحقيقية لحورية البحر.
لقد ترك وجه حورية البحر فارغًا، لكن الفحص الدقيق سيكشف أن هذا لم يكن الحال دائمًا؛ في وقت ما في الماضي، قام شخص ما بنحت وجه حورية البحر.
كانت تحمل في كل يد من يديها أطفالاً صغاراً نائمين؛ ولأنها كانت تمتلك ستة أذرع، فقد حملت ستة أطفال فقط. وإذا أمعنت النظر في الأطفال، فقد تلاحظ أن هناك شيئاً خاطئاً في كل منهم.
لقد ظهر جميع الأطفال وكأنهم بشر، ولكن كل واحد منهم كان لديه بعض السمات المميزة التي كانت خاطئة بطرق خفية مختلفة، وعلى الرغم من أن الأطفال بدوا بشرًا، إلا أنهم جميعًا بدوا مختلفين عن أي أطفال عرفهم على الإطلاق بطريقة لا يستطيع وصفها بعد.
كان أحد الأطفال لديه ثلاث عيون، ولكن العيون كانت عمودية؛ والثاني لم يكن لديه عيون ولديه أنفان؛ والثالث كان يفتقد فمه وأذنيه؛ والرابع لم يكن لديه أصابع قدم في ساقه؛ والخامس كان لديه ثمانية أصابع في كل طرف؛ وتوقف روان عند الطفلة الأخيرة، حيث كان هناك شخصية ملائكية نائمة.
لم يكن لهذه الطفلة أي تشوه واضح مثل الباقيات، باستثناء شعرها الطويل الرائع، ومتشابكة مع الشعر مئات العيون الصغيرة.
هل كانت هذه لاميا وأخواتها؟
تذكر أن أوغسطس قال إنها مختلفة عن نواة رجس عادية. كانت من المولودين الأوائل. ماذا يعني ذلك؟ كم كان عمر هذا التجسيد؟ إذا كانت هذه لاميا، فكم يجب أن يكون عمرها إذا كانت من بين أنوية الرجسات الأولى في تريون؟
هل كانت حورية البحر هذه أمهم؟ ألم تدّع لاميا أن الرجسات هم الحكام الأصليون لهذا العالم؟ إحدى الرؤى التي رآها عندما استهلك شعلة الروح تلك كانت لبطل الرجسات فورشر الذي كان يخدم نواة تدعى ميرا.
لقد قال لها ألا تنسى، لأن العالم خانها أولاً. من كان يتحدث عنه؟ هل كان يتحدث عن إحدى أخوات لاميا أم حورية البحر هذه – أم الرجاسات؟
كان هناك الكثير من الألغاز والكثير من الأسئلة التي كان عليه أن يسألها، لذا كان من الجيد أن يتم قياس عمره بعشرات الآلاف من السنين؛ وإلا فلن يتمكن أبدًا من العثور على الحقيقة.
أدرك روان أن كل شيء داخل النيكسوس يخدم غرضًا، ولم يتم وضع أي شيء هنا من أجل الراحة. ربما يكون وراء كل وجه قطعة مهمة من اللغز الذي كان سببًا في جنون هذا النيكسوس.
ماذا كانت تفعل صورة أم الرجاسات داخل قصر عميق في باطن الأرض؟ لماذا يتم الاحتفاظ بالطرف الآخر من الختم في مكان مثل هذا؟ باستثناء وجود مدخل آخر لهذا الموقع، يبدو أن هذا الباب لم يُمس منذ قرون.
لقد كان من الجيد أن ثعابين أوروبوروس كانت غير قابلة للتدمير، ويمكنه استخدامها لدخول مواقع خطيرة مختلفة دون أي خوف على حياته، لأن هناك شيئًا خاطئًا في هذا المكان.
حتى مع وجود الضعف على حواسه من خلال ثعبان أوروبوروس، هذا المكان يصرخ بغرابته، ولكن من أجل حريته، سيكون على استعداد لدخول الجحيم نفسه، وسوف يفهم ببطء كل شيء مخفي عن بصره.
تأكد ثعبان أوروبوروس من التهام كل جزء من البوابة، وحاول روان تجاهل حقيقة أن الأبواب كانت تنزف، ولكن بالطبع، لم يهتم الثعبان؛ كان مشغولا بابتلاع كل شيئ.
كان روان منزعجًا بعض الشيء لأنه أراد من الثعبان أن يدخل بسرعة إلى القصر، لكن هذا الباب كان مثل طعام شهي يسيل له اللعاب، وفقد نفسه للحظة في نعيم خالص.
لم يستطع حقًا إلقاء اللوم على الثعبان، رغم ذلك. شاركه روان حاسة التذوق للحظة واكتشف عمق الإحساس الذي كاد يحطم عقله. أوقف الاندماج بسرعة.
حتى لو كان عقل الثعبان يتحمل أي شيء يندفع إليه من تلك الأبواب، فإن روان ما زال لديه الكثير من إنسانيته ليستمتع بهذه الأحاسيس. وإذا فعل ذلك لفترة طويلة، فلن يتبقى شيء من الإنسانية داخل جسده؛ سوف يصبح كائنًا شرهًا تمامًا.
لم تكن التأثيرات السلبية على الثعبان موجودة، لأنه كان نوعا من الوحوش لم يكن روان قد بدأ في فهمها بعد.
وبعد أن أفاق الثعبان من غيبوبته الغذائية، دخل القصر واكتشف أن المكان الذي دخله كان واسعًا، وكان يشبه المعبد. كانت الأرضية مصنوعة من حجر أسود يبدو أنه يمتص أي ضوء، وكانت البلورات الصفراء تضيء المنطقة.
فشلت البلورات التي أضاءت هذا المكان في إضاءة الأرض، حيث كانت متناثرة في كل مكان على الجدران البعيدة والسقف الذي كان أعلى منه بكثير. بدا الضوء المنبعث منها وكأنه نجوم صفراء ميتة.
كان الضوء الذي جلبوه كافياً لطلاء هذا المعبد عند الغسق، لكنه ترك الأرض في ظلام دامس. ولولا بصره المذهل، لكان روان قد ظن أنه انتقل إلى فراغ الفضاء؛ وافترض أن هذا يجب أن يكون التأثير الذي كان مبدعو هذا المعبد يأملون فيه.
وقد أطلق عليه اسم معبد بسبب المذابح الثلاثة الضخمة الموجودة داخل هذا المكان؛ حيث كان ارتفاعها خمسين قدمًا وعرضها سبعين قدمًا على الأقل، وكانت مصنوعة من الخشب الأخضر.
وصلت معرفة نوع الخشب الذي صنع منه المذبح إلى روان: أشجار البلوط – شجرة ضخمة انقرضت تقريبًا، وكانت أوراقها تخدش السحب، ولم يتمكن عشرة آلاف رجل من ربط أيديهم حول جذوعها.
وكان على المذبح ثلاثة أوعية نحاسية ضخمة مخصصة للتضحية، وكانت مليئة بالعظام المتحللة.
كانت المذابح مرتبة على شكل مثلث، واحد في الأمام واثنان في الخلف. وفي وسط المثلث، كان هناك تجويف ضخم فوقه أربعة مخارج تصب فيها المياه، وفي داخل هذا التجويف كان هناك تمثال لسامية محاربة.
لقد كانت مصنوعة من الرخام الأبيض، والضوء الأصفر الذي يلامس التمثال يجعلها تبدو وكأنها على قيد الحياة.
كانت ترتدي درعًا ذهبيًا وتحمل سيفًا في غمده عند خصرها. كان شعرها أسودًا، وعندما يلامس الماء المتساقط من أعلى شعرها، بدا الأمر وكأنه يتموج ويلوح. كانت ذراعيها مرفوعتين إلى الأعلى، وكانت تحمل حجرًا بيضاويًا أزرق اللون في داخلهما.
لو لم يكن لهذا الحجم، والعينين الحجريتين عديمتي الإحساس، والوضعية التي لا يستطيع أي كائن حي أن يحافظ عليها لفترة طويلة من الزمن، لكان قد أقسم أن هذا التمثال حي.
ووجهها – جمالها يسخر من أي وجه عرفه من قبل.
ابتسامة الأم، وابتسامة الحبيب، وفصل من ترجمة الكوكبة، وغمزة عين من أول شخص تحبه – إنها تجمع كل تلك الصفات المعروفة للجمال وتجعلها جزءًا من جمالها الجسدي. جمال يفوق ما قد يعرفه أي رجل أو امرأة.
كان هذا وجه سامية حقيقية!
لكن تركيز روان كان على الحجر الأزرق الذي يحمله هذا التمثال لأنه بداخله تم دفن النصف الآخر من الرموز.
فجأة ارتجف الفراغ داخل قلبه، لأن هناك من ركع أمام تمثال السامية وكانت مايف!
على حافة سمعه، ظن أنه سمع صوت الأمواج.
الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]