السجل البدائي - الفصل 104

الفصل 104: صوت أعماق البحار (4)

“أنا سليل تيبيريوس، سامي الحرب ومصيري هو معركة لا نهاية لها، قيمتي الوحيدة للسلف هي في ساحة المعركة، واشتباك نصلي، لحن له، وسفك دمائي في الحرب هو قرباني.” كلما تحدث أكثر، أصبح الجنرال أكثر جدية، وكأنه يتلو طقوسًا.

كان روان صامتًا، ولأول مرة تتوافق مشاعر الجنرال مع كلماته، لكن الحزن الذي كان يشعر به منه قد تم غسله، وتم استبداله بالتوقعات والجشع.

وصلوا إلى بوابة سوداء ضخمة تحتوي على العديد من الأحرف الرونية الغامضة المنقوشة على سطحها.

*****

طوال هذه الفترة، كان عقل روان منقسمًا إلى أجزاء متعددة، وكانت هذه موهبة ساعدته بشكل كبير، حيث كان بإمكانه التركيز على أجندات متعددة في نفس الوقت. كانت هذه موهبة من شأنها أن تدفع قدراته على تعدد المهام إلى مستويات عالية للغاية، وفي الوقت الحالي كان بإمكانه تقسيم عقله إلى سبعة أجزاء.

لقد حولت إضافة ثعابين أوروبوروس هذه الموهبة القوية إلى موهبة تفوق المنطق. فقد أصبح بإمكانه الآن تقسيم حواسه إلى أجساد كل من ثعابين أوروبوروس والحصول على أربعة تجسيدات غير قابلة للتدمير. لم يكن بإمكانه حقًا التحكم في تصرفات هذه الثعابين، لكنه كان قادرًا على توجيهها.

كان هذا بمثابة الكش ملك له في مواجهة مخططات الجنرال، فهو لم يكن يتعامل مع فرد واحد فقط بل مع خمسة أفراد!

بينما كان يركز عليه وعلى الثعابين الثلاثة الأخرى للأوروربوس كان الرابع سينفذ الأهداف الرئيسية – تحرير نفسه.

لقد أظهر للجنرال فقط ثعابين أوروبوروس الثلاثة التي كان على علم بها، وتأكد من أن ظهورهم الأول أمام الجنرال كان مبهرجًا وعدوانيًا، ولفت انتباه الجنرال، بينما انكمش ثعبان أوروبوروس المولود حديثًا إلى خيط واتبع أثر الرمز.

لقد مات بوريس المستذئب، لكن روان لم يكن هو من قتله.

لم يقتل الثعبان الثالث الذي تركه وراءه بوريس، بل كان قد قضى الوقت في الأكل. اكتشف روان من خلال رؤيته للطاقة أن معظم المواد المستخدمة داخل مركز التحكم كانت كثيفة الطاقة للغاية.

عندما أدرك روان أن إنشاء هذا المكان يتطلب العديد من الموارد عالية المستوى وأن كل شيء هنا سيعتبر باهظ الثمن للغاية أو يصعب الحصول عليه، على سبيل المثال، حتى شل هذا المكان تم إنشاؤه من سبيكة دافروس، وهو شيء باهظ الثمن ونادر للغاية، اشتبه في أن نصف مخزن قارة كاملة من دافروس تم استخدامه في هذا المكان.

كان دافروس في عيون ثعبان أوروبوروس وجبة مختارة، لأنه يحمل كمية كثيفة من الطاقة الغريبة التي لم يفهمها روان، وإذا كان عليه أن يبحث عن هذا المعدن خارج هذا المكان، فسيتعين عليه تمشيط نصف الكوكب قبل أن يتمكن من جمع ما هو متاح هنا.

لم ينس قدرته الأسطورية الرائعة، وكان يهدف إلى أكل كل شيء غير حي داخل النيكسوس، وتعظيم الكفاءة، حتى يتمكن من تنشيط محرك عالمي واحد بسرعة، قرر ترك جميع الموارد لثعبان أوروبوروس واحد.

بدأ ثعبان أوروبوروس الثالث في التوسع، عندما دخل لأول مرة إلى الحالة الأسطورية كان طوله سبعين قدمًا والآن حتى روان لم يكن يعرف مدى حجمه الذي سيصبح عليه.

بدأ التوسع وراقبه روان بفارغ الصبر، حيث تجاوز بسرعة 100 قدم (حوالي 30 مترًا)، ثم 200… 300… 500 واستمر في النمو.

قبل فترة قصيرة، عندما كان بوريس المستذئب لا يزال على قيد الحياة، لم يكن ينتبه حقًا إلى الثعبان وهو يتوسع، لكن قلبه الضعيف توقف عن الخفقان عندما تجاوز الثعبان ثلاثمائة قدم واستمر في النمو، وفجأة شعر بالغرفة الواسعة كأنها صغيرة، وشعر وكأنه نملة عندما أصبح طول الثعبان سبعمائة قدم، ومع ذلك لم يتوقف. وعندما أصبح طوله ألف قدم، انتهى نموه.

أدار ثعبان أوروبوروس رأسه العملاق وحدق في بوريس، كان لديه ثلاث عيون وكل منها كانت أكبر من جسد بوريس بأكمله.

في تلك اللحظة مات بوريس المستذئب، انفجر قلبه في صدره، وإلى جانب التعذيب الذي تلقاه لمدة أسبوع كامل، كان وجود ثعبان أوروبوروس هو القشة الأخيرة.

لقد كان هذا صحيحًا روان لم يقتل بوريس، بل مات عند رؤية ثعبانه!

الهالة التي أطلقها ثعبان أوروبوروس لم تكن شيئًا يمكن للعقل الطبيعي أن يفهمه، فقد استنشق نفسًا واحدًا وامتص كل الهواء خارج الغرفة، وكان وعي روان هو ما منعه من الزئير، وإلا لكانت الغرفة قد انفجرت.

عند استشعار القوة التي كانت تتدفق داخل جسد ثعبان أوروبوروس، أصيب روان بالذهول. هل كان حذرًا للغاية في التعامل مع الجنرال؟ كانت هذه القوة الصادرة عن ثعابينه مرعبة، وشك في أن الجنرال يمكنه الصمود أكثر من دقيقة أمام ثعبان واحد.

لا يزال متمسكًا بخططه، قرر روان تعديلها لتتناسب مع القدرات الجديدة لثعابينه، لم يكن على علم بقواهم من قبل، نظرًا للسرعة التي نما بها قدراته، في كل مرة أطلق فيها الثعبان بعد تطوير سلالة دمه كان عليه اختبارهم مرة أخرى.

كان الأمر كما لو أنه استبدل أطرافه بزوج آلي، إذا لم يختبر قوتها بشكل صحيح، فلن يتمكن من الحكم على قدراتها. كان هذا هو السبب الذي جعله يسمح أولاً لثعبان أوروبوروس بتدمير جميع العيون الطائرة المتبقية داخل الغرفة معهم قبل التحول.

في الوضع الحالي، كان حجم ثعبان أوروبوروس قد ملأ أكثر من ثمانين بالمائة من الغرفة، ولأنه كان يحوم في الهواء، فإنه لم يلمس أيًا من الجثث في الغرفة.

بعد النظر إلى بوريس للحظة، نظر بعيدًا غير مهتم، وتذكر أول وجبة تناولها عندما ولد، واشتاق إليها مرة أخرى، حيث لم يكن بوريس قادرًا حتى على ملء الفجوة بين أسنانه، وكانت هناك خيارات أفضل هناك.

لقد نظر بعيدًا، واخترقت أنظاره المنشأة بأكملها ورأى عدة أهداف مختارة، وبدأ في التحرك.

علاوة على ذلك، كان ثعبان أوروبوروس الذي ولد حديثًا قد وجد للتو موقع الرمز. أرسله عبر الممر إلى اليمين بعد الرمز، بينما ذهب هو والجنرال إلى اليسار.

لم يكن هناك عمود مصعد يؤدي إلى الرموز، لذا فإن ثعبان أوروبوروس كان يلتهم كل شيء في طريقه أثناء حفره في الأرض.

كان هذا الثعبان أوروبوروس الجديد مشابهًا لبقية إخوته باستثناء أنه كان لديه أربع عيون وكان لونه مختلفًا تمامًا عن الباقي، لأنه كان أزرق اللون.

لقد اتبعت بحذر مسار الرمز عبر الأرض، حتى وصلت إلى كهف، لم يكن هناك ضوء داخل هذا الكهف، لكن ثعبان أوروبوروس كان قادرًا على الرؤية بسهولة من خلال الظلام.

لقد بدا المكان يتفرع في كلا الاتجاهين، الجانب الآخر من الكهف يؤدي إلى غرفة الحراسة، بينما كان على اليسار هو الاتجاه الذي سيتم العثور فيه على الرموز، ولكن كان هناك اكتشاف جديد.

كان هناك قصر مهيب في نهاية الكهف. يبدو أنه كان قائمًا داخل الأرض لسنوات لا حصر لها حيث كان جو من العصور القديمة يلف القصر، وكانت طبقة ثقيلة من الغبار تغطي القصر بالكامل.

ورغم عدم وجود أي ضرر واضح يمكن العثور عليه، حرص روان على إبقاء حجم الثعبان عند الحد الأدنى لتجنب إلحاق الضرر بالبيئة.

انطلق الثعبان نحو القصر، وسرعان ما وصل إلى الأبواب العظيمة، المصنوعة من نفس المادة التي صنع منها البوابة التي واجهها روان والجنرال للتو. وبعد محاولته فتحها دون جدوى، بدأ الثعبان يأكل الأبواب، فهي غنية بالطاقة!

الترجمة : [كوكبة الموقر الأمير المجنون]