رواية لا يقهر - الفصل 8 : في الجزء السفلي من البحيرة
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
إمتلأت عيني هوانغ شياو بالرغبة والجشع ، حدق في فاكهة اليانغ لمدة ، قبل أن يتشنج فمه إلتفت فورا نحو القرد الأرجواني ، أخيرا فهم سبب إحضاره لهذا الوادي .
نبتت الكرمة على ارتفاع عشرين أو ثلاثين متر على المنحدر الحاد ، لم يستطع القرد نزول الجرف الوعر ، لذلك قرر البحث عن يد المساعدة لقطف أكبر عدد من الثمار .
قال هوانغ شياو بينما ابتسم ” القرد الصغير ، هل أحضرتني لمساعدتك على قطف فاكهة اليانغ ؟ ” .
” هو هو هو ” صرخ القرد ثم هز برأسه .
ابتسم هوانغ شياو ، ثم تراجع قليلا ، استطلع الجرف من فوق .
للأسف بسبب تضاريس وجدار الجرف الأملس ، لم يستطع هوانغ شياو التسلق لأسفل الجرف .
فكر هوانغ شياو لبرهة ثم قفز فجأة لأسفل الجرف ، كثف التشي في أصابع يده التي تحولت إلى مخلب غرزه بقوة في جدار الجرف الصلب ، مع قليل من القوة إستطاع إدخال أصابع يده لبضعة ملمترات من أجل دعم نفسه أثناء التعلق على الجدار .
ببطأ تسلق للأسفل باستخدام كلتا يديه ، خطوة بخطوة .
تحت عيون القرد ملتهم الأرواح ، إقترب هوانغ شياو من كرمة اليانغ الذي لاحظ خمسة فواكه تتدلى من على الأغصان ، استخدم قطعة قماش لتخزين الثمار بعد قطفها الواحدة تلو الأخرى ، لفّها بعناية ثم قفز من موضع الكرمة لأسفل الجرف .
ارتعد القرد من شدة الابتهاج ، عبر طريق وعر و قفز إلى أسفل الجرف بينما نط من صخرة الى أخرى .
اقترب من هوانغ شياو ثم فتح راحة كفه في إنتظار أن يعطيه هوانغ شياو حصته .
حدق في قطعة القماش بينما سال لعابه .
” هههه ” لم يستطع هوانغ شياو قمع ضحكته ، فتح قطعة القماش ثم مرر فاكهتين للقرد ، هلل القرد وصرخ في وجه هوانغ شياو ثم إختبئ في زاوية بعيدة والتهم الثمار بشراهة ثم جلس على الأرضية لاستيعاب الطاقة .
بدل إزعاج القرد ، قرر هوانغ شياو استطلاع الوادي ، ثم اختار زاوية أخرى تحت المنحدر ، أخرج الفاكهة الحمراء من كمه ثم ابتلعها ، ببطئ حاول هو الآخر استيعاب الطاقة .
تدفقت الطاقة مع عصارة فاكهة اليانغ لأسفل ، انتشرت في كل شبر من جسد هوانغ شياو ، ثم تفرعت لتسع تيارات من طاقة اليانغ .
تدفقت التيارات التسع عبر خطوط الطول ، شعر هوانغ شياو بالدفئ والراحة كشعور السباحة في مياه الينابيع الساخنة .
مرت بضع ساعات .
فتح هوانغ شياو عينيه أخيرا ، لاحظ أنه لم يستوعب جل الطاقة من فاكهة اليانغ الأولى فقط ، بل استطاع الإختراق الى أواخر المستوى الثاني من عالم الهوتيان .
وفقا لتقديراته السابقة ، فقد إحتاج لشهر ونصف على الأقل من أجل الإختراق ، لكن بمساعدة الفاكهة تمكن من الإختراق في بضع ساعات .
شعر هوانغ شياو بالسعادة ، فجأة إلتقط أنفه رائحة كريهة ، إلتفت للأسفل ولاحظ مادة سوداء غطت جلده ومسامه ، بالطبع تعرف هوانغ شياو على الشوائب التي تم طرحها بسبب تأثيرات فاكهة اليانغ .
وقف هوانغ شياو ثم قفز للأعلى قليلا ، شعر أنه أضحى أخف وزنا ، مدد أطرافه ، ثم حدق في زاوية ليست ببعيدة عنه ، لاحظ أن القرد لا يزال يستوعب طاقة اليانغ ، فتوجه إلى البحيرة بدل الإنتظار .
أمام البحيرة خلع هوانغ شياو ملابسه ثم وضعها بجانب فاكهة اليانغ ، قفز لأسفل البحيرة من أجل غسل الشوائب .
بعد دقائق وقبل خروج هوانغ شياو ، إكتشف فجأة آثارا لهالة شريرة وباردة من الجزء السفلي للبحيرة ، تردد هوانغ شياو ثم قرر الغطس للتحقيق من مصدر الهالة .
بعد الغوص لعدة أمتار ، لاحظ هوانغ شياو أن الهالة الباردة تتسرب من إحدى كهوف البحيرة .
بعد عبوره لمدخل الكهف ، حدق في جدرانه الجافة و الغير زلقة كما لاحظ أيضا انعدام الرطوبة على عكس المتوقع .
لسبب ما انتاب هوانغ شياو إحساس غريب اتجاه الكهف ، سار لعدة أمتار ، ثم توقف في قاعة حجرية بحجم مائة متر مكعب ، لاحظ ثلاث مداخل أخرى تؤدي لثلاث غرف حجرية .
توجه للمدخل الأول ، لكن فور دخوله الغرفة الحجرية شعر بخيبة الأمل لكونها فارغة عن عروشها .
انتقل للغرفة الثانية إلا أنها كانت هي الأخرى فارغة .
” تبا !… هل الغرفة الثالثة هي الأخرى فارغة ؟” لم يستطع هوانغ شياو الا أن يصرخ ويلعن من شدة الغضب وخيبة الأمل .
دخل الغرفة الثالثة ، لكن على عكس باقي الغرف ، عثر هوانغ شياو على سرير من اليشم الأزرق ، فوقه وضع كتاب رث ، وعلى جدران الغرفة علق زوج من الشفرات السوداء .
إلتفت أخيرا للكتاب الموضوع على السرير ، اقترب منه ثم التقطه ، تفاجأ من ثقل الكاتب ووزنه ، بالكاد استطاع حمله ‘ ما هي المادة التي صنع منها هذا الكتاب ؟ وزنه يقارب الثلاثين كيلوغراما ‘ .
على غلاف الكتاب سجلت كلمتان ” تكتيكات أشورا ” .
فجأة انفجرت هالة مرعبة من الكتاب أفردتها نية قاتلة غطت وعي هوانغ شياو ، فجأة لاحظ أنه انتقل من الغرفة لبحر من الدم الأحمر من حوله جبال من الجثث والعظام .
جحيم !… جحيم حي !
فوق جبال الجثث ، حامت الأرواح الشريرة والغاضبة ، أحس هوانغ شياو بعدم الارتياح ، أغلق كلتا عينيه ، لاحظ أنه عاد إلى الغرفة الحجرية مجددا .
رغم أن عدة ثوان مرت فقط ، تشنج هوانغ شياو ، بينما غطى العرق كلتا يديه وجبينه .
بقراءته لعنوان الكتاب مجددا ، خف قلبه أخيرا ، على ما يبدو أنه لن ينتقل مجددا إلى عالم الدم والجثث .
قمع الصدمة ببطئ ، ارتجفت يداه قليلا قبل أن يحاول فتح الصفحة الأولى من الكتاب .