رواية لا يقهر - الفصل 15 : آسف زلّت يدي !
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
برؤية هوانغ وي الذي تحول لمجنون ، ضحك هوانغ شياو ثم سار ببطئ نحوه ، أما هوانغ وي المجنون ، فقد توقف فجأة ثم شعر بالخوف والرعب ، قبل إعترافه بالهزيمة ضرب وجهه المتورم و طار للخلف .
انتقل هوانغ شياو كوميض البرق ثم سدد لكمة أخرى .
بعد العديد من اللكمات ، تحول هوانغ وي لأبله ، هلوس دون وعي منه ، لم يستطع حتى تحديد جهة الشرق من الغرب أو الشمال من الجنوب ، تذبذب مثل السكّير بينما تحول وجهه لوجه خنزير متورم .
تحول وجه هوانغ مينغ للون الأسود ، فجاة انفجر غاضبا ، وقف من كرسيه ثم التفت الى هوانغ كيد وناشد ” أبي ! ألا ترى حالة هوانغ وي ؟ ألا ينبغي لنا ؟… ” .
تردد هوانغ كيد للحظة ثم قال ” هوانغ شياو يكفي ” .
لكن هوانغ شياو ، سدد لكمة أخيرة في وجه هوانغ وي ثم التفت في جده وقال ” آسف عمي ، آسف جدي … زلّت يدي ” .
” أنت ! ” إندلعت نيران الغضب في قلب هوانغ مينغ .
زلت يدك ؟ برؤية هوانغ وي الذي تحول إلى خنزير متورم ، تباينت تعبيرات الحشد بين الأسف والسخرية من الحالة المزرية لهذا الأخير .
لي لو التي جلست بجانب لي مو إندلعت فجأة من شدة الضحك ، غطى صوتها القاعة .
تجعد حاجب هوانغ كيد في حين نظر الى هوانغ شياو ، أراد فتح فمه عدة مرات إلا أنه لم يعثر على الكلمات الصحيحة لدحض اعتذار هوانغ شياو ، في النهاية اختار التزام الوجوم ( الصمت ) .
من ناحية أخرى كاد هوانغ مينغ أن يتقيأ الدم من شدة الغضب والإحباط .
فجأة رن صوت هوانغ وي الذي عاد لوعيه ، وقف وقال لهوانغ مينغ ” أ … أبي ، لقد ضربني ! ضربني ! ” أشار بإصبعه إلى هوانغ شياو بينما غطت الدموع وجهه المتورم ، شخر وشهق بلا حسيب ولا رقيب ثم مسح المخاط من على وجهه .
في النهاية كان هوانغ وي مجرد طفل في السابعة من عمره .
هز شيوخ العشيرة برؤوسهم ، مما تسبب لهوانغ مينغ ان يشعر بالحرج الشديد ‘ تبا ! ‘ .
أخيرا إنتهت مباراة هوانغ وي وهوانغ شياو ، و استمر الإجتماع السنوي كالعادة .
لكن بالمقارنة مع تشويق المعركة الأولى ، خيبت باقي المعارك آمال عشيرة هوانغ .
بعد ساعات قليلة إنتهى اجتماع عشيرة هوانغ أخيرا وأسدلت الستارة .
تنهد الحشد قبل مغادرة القاعة ، تحول بطل الإجتماع لمزحة ، تعرض للضرب المبرح في حين أن هوانغ شياو أصبح محور الإجتماع .
……
في قاعة الفناء الشمالي
هدر هوانغ وي بشدة ” لولا حظ هوانغ شياو الكلب وأكله لثلاثة فواكه يانغ نادرة ، وعلى أساس موهبته التافهة ودرجة روحه السابعة ، لما استطاع اختراق المستوى الثاني ، أنا أرفض قبول مثل هذا القدر ! هوانغ شياو سأجعلك تدفع الثمن في الإجتماع القادم ، سأنتقم وسأعيد إذلال اليوم مئة مرة ” وجهه المتورم ارتجف والتوى من شدة الغضب .
أما هوانغ مينغ الذي جلس في زاوية أخرى ، رغم إرتداءه لقناع اللامبالاة إلا أنه من وقت لآخر يتحول وجهه لأسود شائن .
في إجتماع هذا العام ، جعله هوانغ شياو أضحوكة أمام باقي الشيوخ .
لكن بخلاف الفناء الشمالي الكئيب ، إمتلئ الفناء الشرقي بأهازيج الضحك والإبتهاج .
قال هوانغ بينغ ” أحسنت ! هذه المرة لم تخيب ظنّ هذا العجوز ! ” ثم ضحك بصوت عال ، بالتفكير في تعبير هوانغ مينغ الكئيب والغاضب ، ضحك هوانغ بينغ مرة أخرى .
” شياو اير ! اقترب مني ” سويان قامت بسحب هوانغ شياو ثم ابتسمت ” متى أضحيت بمثل هذا الشقاء ! لم تعلمني باختراقك للمستوى الثاني ، جعلتني أبكي من شدة القلق والخوف من دون سبب أو داعي ! ” .
لم يستطع هوانغ شياو إلا التزام الصمت ، واكتفى فقط بالابتسام .
إذا علم كلاهما أنه اخترق ذروة المستوى الثالث بالفعل وعلى وشك اختراق المستوى الرابع ؟ تساءل عن ردة فعلهما ، لحسن الحظ قرّر الحفاظ على قوته كسرّ ، فالإفراج عن طاقة المستوى الثالث قد تكون له بعض العواقب ، من يدري ؟
قد يستطيع تفسير اختراقه للمستوى الثاني بحجة فاكهة اليانغ لكن ماذا عن ذروة المستوى الثالث ؟ ربما قد يثير الشك والحيرة ، وبمجرد أن يتبين أن روحه من الدرجة السامية ! قد تحل الكارثة على عشيرة هوانغ !
بعد أن تعرض هوانغ شياو للإزعاج قليلا في الفناء الشرقي من طرف هوانغ بينغ وسويان ، غادر أخيرا القاعة وعاد إلى فناءه الصغير .
بمجرد دخوله عبر المدخل ، هرع القرد وقفز فوق ذراعه ، لم يراوغ هوانغ شياو بل ابتسم ” أيها القرد الصغير ، أين اختفيت ! لقد قلقت عليك ” .
رغم أن نصف سنة قد مرت بالفعل منذ عودة القرد من الجبال رفقة هوانغ شياو الا أنه لم يتغير قط ! بصرف النظر عن معدل ذكاءه الذي ازداد فجأة ، تغير لون عينيه للون الأزرق الثلجي .
” هوا هوا ها ! ” التفت القرد الأرجواني الصغير ثم صرخ في وجه هوانغ شياو و أومأ برأسه .
قال هوانغ شياو ” هل تريد مني أن أرتحل إلى الجبل الخلفي ؟ ” خلال النصف سنة المنصرمة ، استطاع هوانغ شياو فهم لغة اشارة القرد من خلال ايماءاته إلى حد معين .
” هو هو هو ” هلل القرد الصغير ثم قفز عدة مرات فوق كتف هوانغ شياو .
” حسنا لنزر الجبل الخلفي ” أومأ هوانغ شياو برأسه ، خرج مع القرد من الفناء ثم غادر عقار عشيرة هوانغ وتوجه إلى قمة الجبل الخلفي ، بعد توجيهات من القرد ، أخيرا استطاع هوانغ شياو ملاحظة ثعبان ضخم من نوع البارا فلوريد ! ، امتعض هوانغ شياو ، أخيرا فهم الغرض من هذه الرحلة .
التفت الثعبان فجأة برأسه ، قام بسحب لسانه الطويل ثم هرع في اتجاه هوانغ شياو والقرد .
تغير تعبير هوانغ شياو ، لاحظ أن الثعبان وحش شيطاني من المستوى الرابع .
تراجع للخلف واستطاع التهرب من هجوم الثعبان ، أما القرد ، فقفز برشاقة من على ذراع هذا الأخير واستقر على رأس الثعبان ، من يده برزت مخالب حادة غرسها في جلد هذا الأخير .
بعد تعرض الثعبان لخدش في رأسه ، صرخ من شدة الألم ثم هسهس بقوة ، بفضل مرونته التف و فتح فمه من أجل ابتلاع القرد .
تجنب القرد بصعوبة فم الثعبان إلا أنه قذف بعيدا بعد الإصطدام برأس هذا الأخير ، من بعيد أخرج هوانغ شياو نفسا من شدة القلق .
فجأة أفرج عن خيوط سوداء ، باستخدام تكتيك أشورا ، استحم في هالة من الذبح و التعطش للدم ، التفت وتحول لسحابة سوداء ، تحول بؤبؤ عينه للون الدم أما شعره فتغير للون الأبيض ، لم يهاجم بل التف حول الثعبان الذي يحاول التهام القرد مثل الصياد الذي يراقب الفريسة .
فقط في اللحظة التي حاول فيها فيها الثعبان تطويق القرد ، هرع هوانغ شياو .
دون ملاحظة الثعبان ، فجأة حامت شفرتيّ أشورا ، بتلويح من يد هوانغ شياو ، تجمع الدخان الأسود من حول الثعبان .
انفجرت الدماء مثل النافورة وسقط رأس الثعبان على الأرض .
عادت عينا هوانغ شياو وشعره للون الأسود ، خزن شفرات أشورا في الخاتم ، ثم مشى عائدا مع القرد الصغير .