أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 9
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 9 : لقد وصلت المكافآت، حان وقت إعادة التعبئة!
همم؟ ألم يكن السبب واضحًا جدًا؟.
لابد أن أجسادهم ببساطة لا تستطيع امتصاص طاقة التشي الروحية من النودلز الفورية مرة أخرى خلال فترة قصيرة. ولو أصرّوا على أكل المزيد، فقد يضرّهم بدلًا من أن ينفعهم.
هذا الكبير… ليس فقط خبيرًا قويًا للغاية، بل طيبُ القلب أيضًا.
أن يذهب إلى حد وضع قواعد لحماية زبائنه… لا عجب أنه يصرّ على الالتزام بها.
ازدادت يوي شيويان احترامًا لهاو.
مدّت يدها وأمسكت بمعصم هوا فييشويه قبل أن تواصل احتجاجها.
“لقد فهمنا، أيها الكبير. سنعود غدًا.”
“لكن قبل أن نغادر، اسمح لنا بأن نُعرّف عن أنفسنا.”
“اسمي يوي شيويان. وهذه أختي الصغيرة، هوا فييشويه.”
أوه، الآن بدأن بالتعريف عن أنفسهن؟.
“يمكنكما مناداتي بـ هاو.”
أخفضت يوي شيويان رأسها قليلًا اعترافًا، وفي الوقت نفسه، ضغطت بخفة على رأس هوا فييشويه، مما أجبرها على الانحناء هي الأخرى.
نفخت هوا وجنتيها. “أووو… فهمت، أيها الكبير هاو.”
دون أي تردد، استدارت يوي شيويان وسارت نحو المخرج، وهي تجر هوا فييشويه خلفها.
“آه؟ انتظري، انتظري، أختي الكبرى! سؤال واحد فقط! أريد—!”
“هيا، فييشويه.”
وهكذا، غادرت الاثنتان المتجر.
نظرت هوا فييشويه خلفها بأسى، وكأنها تترك كنزًا نفيسًا خلفها.
أما يوي شيويان، فلم تلتفت مطلقً. فقد سبق لها أن تجولت في المتجر مُسبقًا وتأكدت من عدم وجود أي شيء آخر سوى كوب النودلز الفورية.
وجعلت هذه الحقيقة وحدها يوي شيويان أكثر يقينًا.
شيءٌ قويٌّ إلى هذا الحد مثل كوب من النودلز فقط؟ هذا وحده يكفي. لماذا يحتاج الكبير لبيع أي شيء آخر أصلًا؟.
كوب واحد من النودلز بنكهة اللحم البقري… هو كل ما يحتاجه المرء.
ومع ذلك، فقد بقيَ سؤالٌ واحدٌ عالقاً في ذهن يوي شيويان.
لماذا يفعل الكبير هذا أصلًا؟.
بيع شيءٍ يمكن أن يمنح الاستنارة مقابل كريستالة واحدة فقط… من الواضح أنه ليس هدفًا ربحيًا. فلو كان الأمر كذلك، لكان وافق على عرض فييشويه فورًا، أو باعه في مزاد رفيع المستوى مقابل ثمن باهظ.
فما هو السبب إذًا؟.
داخل المتجر، تمتم هاو بشرود: “الكبير هاو، هاه…؟”
كان لدى اللقب وقعٌ جميل، لكنه غريبٌ أيضًا.
هز هاو رأسه. فلا بأس.
“فيووو…” تنهد هاو تنهيدةً طويلة، وأخيرًا نال بعض الوقت بمفرده.
لم يكن الأمر أنه يكره وجودهما. بل على العكس تمامًا. فالوقوف في المتجر طوال اليوم دون أحد يتحدث إليه سوى النظام لهو… أمرٌ مملٌ جدًا.
لكن التعامل مع شخص مثل هوا فييشويه كان… مُرهقًا. شعر أنه بحاجة إلى إعادة شحن طاقته بعدها.
مر باقي اليوم كالمعتاد.
دخل زبون واحد في وقت متأخر من الليل، ألقى نظرةً على السعر، ثم غادر وهو يتذمر غاضبًا. كان هذا هو الزائر الوحيد بعد أولئك الثلاثة.
وبحلول الساعة العاشرة مساءً – أي قبل ساعة من المعتاد – قرر هاو إغلاق المتجر.
يجب أن يكون الأمر على ما يرام.
ففي النهاية، كان هذا اليوم ناجحًا.
لقد أنجز مهمة. وباع ثلاث أكواب من النودلز. إنجازٌ بسيط، لكنه يستحق الاحتفال.
وكجائزة لنفسه، ذهب هاو إلى النوم مبكرًا.
غدًا، ستصل منتجات جديدة.
لم يسعه إلا التطلع لها.
لم تكن شمس الصباح قد أشرقت بعد، لكن هاو كان مستيقظًا بالفعل.
لماذا؟.
هل هو شخص صباحيًا بطبعه؟.
قطعًا لم يكن.
الجاني الحقيقي لم يكن سوى النظام.
فإن لم يستيقظ باكرًا، يُرسل النظام تيارًا كهربائيًا في جسده، يصحو على إثره وكأنه رجل صُعق بمحنةٍ سماوية.
حتى أن هاو جادل بكل ما أوتي من قوة: “كدت أن أموت من ذلك!”
لكن سارع النظام في دحضه.
[لا تبالغ، أيها المضيف. لقد تأكدت من أن التيار بالكاد يكفي لإيقاظك دون أن يُلحق أي ضرر بجسدك بأي شكل من الأشكال. لو لم أفعل ذلك، لتكاسلت – وهي صفة لا تليق بمالك متجر الأبعاد للتموينات.]
أراد هاو الاعتراض، ولكن ما الفائدة؟.
من الواضح أن النظام لم يُبالِ.
بعد أن أخذ حمامًا، هرع إلى الطابق السفلي حيث منطقة التخزين، وقد حلّ الحماس محل التذمر في مزاجه.
وما إن دخل، حتى ارتسمت ابتسامةٌ عريضة على وجهه.
كان هناك خمسة عشر كرتونًا بدلًا من خمسة!.
سارع نحوها وبدأ بتفقد الملصقات.
نودلز فورية بنكهة اللحم البقري.
نودلز فورية بنكهة الدجاج.
وأخيرًا…
كولا!.
كان هاو على وشك البكاء.
ارتجفت يداه أثناء فتحه الكرتونة التي تحتوي على الكولا.
وفي الداخل، استقبلته صفوف من العلب المرتبة بعناية. لمع المعدن تحت الضوء، وكانت كل علبة بلون أحمر داكن مزين بحروف ذهبية أنيقة. بل وحتى حلقة الفتح كانت بتصميم صغير ذهبي.
وضع الكرتونة بعناية على الجانب، ثم انتقل إلى تفقد نودلز الدجاج الجديدة.
كان التغليف مشابهًا لنودلز اللحم البقري، لكن الصورة مختلفة. فبدلًا من وعاء يعلوه بخار من النودلز باللحم البقري، كانت هناك الآن صورة جذابة لشرائح دجاج طرية تطفو في مرق غني.
وقد بدت راقيةً تمامًا كالأولى.
شعر هاو بالانتعاش، فانطلق إلى العمل بحماس.
أولًا، أعاد ملء رف النودلز بنكهة اللحم البقري حتى امتلأ تمامًا.
ثم، رصّ علب النودلز الفورية بنكهة الدجاج على الرفّ المجاور له، متأكدًا أن جميع الملصقات متجهة للأمام.
بعدها، انتقل إلى الكولا، وبدأ يضع كل علبة داخل الثلاجة ذات الباب الزجاجي، حتى ملأ رفًا كاملًا.
وعندما انتهى، تراجع خطوةً للخلف وتأمل ما أنجزه.
بدا المتجر…
أفضل حالًا.
صحيحٌ أن هناك الكثير من الرفوف الفارغة، مما يعطيه طابعًا مهجورًا قليلًا، لكن مقارنةً بالأمس، كان هذا تحسّنًا كبيرًا.
راضيًا عن التقدّم، قرر هاو أن يُدلّل نفسه قليلًا.
حان وقت الإفطار.
وبالطبع، اختار النودلز الفورية بنكهة الدجاج الجديدة.
بعد صبّ الماء الساخن والانتظار لبضع دقائق، أخذ لقمته الأولى.
لذيذة.
تمامًا مثل نكهة اللحم البقري، كانت الجودة من الطراز الأول. تجربة كاملة بخمس نجوم.
وحين انتهى، مدّ يده إلى علبة كولا.
مع صوت ‘فرقعة’ مُرضٍ، فتحها وأرتشفَ جرعةً طويلة.
نعم.
هذا هو الشعور.
ذلك المذاق المنعش الحلو، مع لسعة الفقاعات الصغيرة وهي تنزلق في حلقه. مع اللكمة الخفيفة في النهاية التي تجعله يرغب في المزيد.
{ترجمة نارو…}