أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 6
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 6 : أنت لا تحاول الاحتيال علينا، صحيح؟
أمالت هوا فييشويه رأسها. “لحم بقري؟ كيف طعمه؟”
أخذت تدير الكوب بين يديها، محاولةً معرفة إن كان هناك شيء مميز فيه. كان مجرد وعاء خفيف الوزن. لا انبعاث لتشي روحية، ولا هالة غريبة. مجرد شيء عادي تمامًا.
ثم، انخفض نظرها قليلًا.
فاتسعت عينا هوا فييشويه.
فركتهما، لتتأكد من أنها لا تتوهم.
“الأخت الكبرى…” بلعت هوا فييشويه ريقها.
“أعتقد… أعتقد أن عيني تخدعني. هل يمكنكِ التحقق من السعر؟”
لاحظت يوي شيويان ذلك أيضًا. كان السعر مكتوبًا بوضوح على بطاقة صغيرة أسفل الرف.
كريستالة واحدة.
استدارت هوا فييشويه بسرعة نحو هاو.
“أيها المالك، هل هذا حقًا يكلف كريستالةً واحدة؟”
“نعم.”
كادت هوا فييشويه أن تُسقط الكوب من يدها.
‘كريستالة؟!’
‘هذا ليس جناحًا فاخرًا في أرقى المطاعم! فلماذا هو باهظٌ لهذه الدرجة؟!’
“هل يتطلب تحضيرًا خاصًا؟” سألت يوي شيويان بهدوء، مطلقةً سؤالًا مختلفًا تمامًا.
“للطهو؟ لا. فقط ماء ساخن يكفي.”
ضيّقت هوا فييشويه عينيها نحو هاو بارتياب.
“أيها المالك… أنت لا تحاول الاحتيال علينا، صحيح؟”
بالنسبة لهوا فييشويه، لم يكن الأمر منطقيًا. كريستالة واحدة كانت كافية لشراء وليمة كاملة. من ذا الذي ينفق هذا القدر على نودلز؟.
لكن قبل أن تُكمل، رفعت يوي شيويان إصبعها الرقيق، وضغطت بخفة على شفتي هوا فييشويه، لتمنعها من الكلام.
ثم أنزلت يدها وتكلمت بهدوء:
“سنجرّبها كلتانا.”
رمشت هوا فييشويه بدهشة. “الأخت الكبرى؟”
كانت يوي شيويان قد أصبحت فضولية.
إما أن يكون هذا خداعًا متقنًا، أو أن هناك شيئًا مميزًا في هذا المنتج.
كانت قد حاولت سابقًا استشعار مستوى زراعة هاو، لكنها لم تشعر بشيء. إما أنه مجرد بشري عادي… أو خبير متخفي يخفي قوته الحقيقية.
وإن كان خبيرًا متنكرًا بالفعل، فلا يمكن أن يضيع وقته بالاحتيال على الناس مقابل كريستالة واحدة.
وإن لم تكن هذه النودلز تستحق سعرها… فبإمكانها ببساطة التعامل معه بنفسها.
لم يسع هوا فييشويه، بعد أن رأت قرار يوي شيويان، إلا أن تتنهد استسلامًا.
“حسنًا… لكن إن كان هذا احتيالًا، فسأحرص على ألا نغادر خاليي الوفاض.”
بهدوء، التقطت يوي شيويان كوبين من النودلز الفوري ووضعت كريستالتين روحيّتين على المنضدة أمام هاو.
“أأنتما متأكدتان؟” أشار هاو إلى القاعدة رقم 2 المعلّقة على اللوح.
هل شراء نودلز فورية يفترض أن يكون أشبه بتوقيع عقد مدى الحياة؟.
“الأخت الكبرى.”
“لماذا يبدو هذا جديًا إلى هذه الدرجة؟ حتى السماوات لا تستطيع التراجع؟ هل هذا المتجر مدعوم من طائفة خالدة أو شيء من هذا القبيل؟”
لم تُجبها يوي شيويان، بل حدّقت في اللوح قليلًا ثم عادت لتنظر إلى هاو.
“نحن متأكدتان.”
هزّ هاو كتفيه. “حسنًا.”
مدّ يده نحوهما.
حدّقت هوا فييشويه في يده المفتوحة.
“…”
ما هذا؟.
مصافحة؟ تحية سرّية لفنون قتالية؟ تقنية خفية يتم تمريرها باللمس؟.
تراجعت هوا فييشويه خطوةً إلى الوراء.
“انتظر… ماذا تفعل؟”
تنهد هاو. “سلّميها أولًا. أحتاج إلى تمريرها على الجهاز لتأكيد الشراء، أيتها الآنستان الجنيتان.”
كادت هوا فييشويه أن تختنق.
الآنستان الجنيتان؟.
استدارت نحو يوي شيويان، لتراها تسلّم الكوب بهادوء إلى يد هاو دون تردد.
فلم يكن أمام هوا فييشويه إلا أن تتبعها.
أخذ هاو الأكواب ومررها على صندوق أسود صغير.
بيب. بيب.
“تم.” أعادها إليهما.
وحين تناولتا أكوابيهما، نظر هاو إليهما أخيرًا نظرة متفحصة.
في البداية، لم يكن قد أولى مظهرهما أي اهتمام… لكن الآن وقد نظر عن قرب…
اللعنة.
لم تكونا جميلتين فحسب، بل كانتا من ذلك النوع من الجمال الذي يجعل العالم يصمت.
حتى بدون مكياج، كانت بشرتهما نقية، كاليشم المصقول بإتقان.
لو دخلتا إلى العالم الحديث، فلن تكونا مجرد نجمات من الصف الأول — بل ستُعتبران آلـهتين من أساطير المسلسلات الخيالية.
أما يوي شيويان…
فجمالها لم يكن فقط في ملامح وجهها، بل في طريقتها في الوقوف، وكأنها تعلو على هذا العالم الدنيوي.
زفر هاو بهدوء.
إذًا فالمزارعون ليسوا بشراً عاديين حقاً.
توجّه هاو إلى موزّع المياه وضغط على الزر.
“حسنًا، استمعا جيدًا. افتحا الغطاء قليلًا، ضعا الكوب في الحامل، وهذه الآلة ستتولى الباقي.”
“آلة؟”
“أي نوع من الأدوات السحرية هذه، أيها المالك؟”
“تُسمّى موزّع المياه. تعطيك ماءً — ساخنًا، باردًا، أو بدرجة حرارة الغرفة.”
نظرت هوا فييشويه إلى الماء بدهشة لا تُصدّق.
“أداةٌ تصبّ الماء عند الطلب؟”
مريحة. فكرت يوي شيويان.
ترددت هوا فييشويه لوهلة، ثم فتحت غطاء الكوب قليلًا ووضعته في الحامل. انسكب خط من الماء الساخن بدقة، وتوقف تمامًا عند الكمية المناسبة.
“هذا…! لقد عمل حقًا!”
تجاهلها هاو وأخذ زوجين من أعواد الأكل، وناولهما إياهما.
“والآن، اجلسا هناك في الزاوية. ضعا الأعواد فوق الغطاء لإغلاقه. ستكون النودلز جاهزة خلال ثلاث دقائق.”
نظرت “هوا فييشويه” إلى أختها الكبرى، وتعبير الشك يملأ وجهها.
أومأت يوي شيويان لها إيماءةً صغيرة، فاستسلمت للتعليمات. ثم قامت يوي شيويان بنفس الشيء، وضعت كوبها تحت الموزّع، انتظرت الماء، ثم ذهبت بهدوء إلى الزاوية لتجلس.
مالت هوا فييشويه نحو أختها الكبرى وهمست:
“أيتها الأخت الكبرى، هل هذا حقًا صالح للأكل؟ ثلاث دقائق… هل يمكن طهو شيء بهذه السرعة؟”
“لن يُسمّمنا، أليس كذلك؟”
ردّت يوي شيويان بهدوء، بنبرة ساخرةً واضحة:
“إن فعل… فسوف نموت معًا.”
هوا فييشويه: “…”
حدّقت هوا فييشويه في أختها الكبرى، ثم في الكوب، ثم عادت لتنظر إليها مجددًا.
“أأنتِ جادة؟”
“هممم.” أومأت يوي شيويان ببطء، ووجهها بلا أي تعبير.
“هل يجب حقًا أن نأكل هذا– “
من خلف المنضدة، سعل هاو فجأة، ليجذب انتباههما. لقد سمع حديثهما، وشعر ببعض الارتباك.
لم يكن يتوقّع أن يوي شيويان، التي تبدو باردة ومتزنة إلى هذا الحد، يمكن أن تُطلق مزحة.
‘هل كانت مزحة فعلًا؟ أم أنها جادّة في الموت من أجل كوب نودلز؟’
مرّ الوقت دون أن يشعروا، ومضت الثلاث دقائق.
“انتهى الوقت.”
“يجب أن يكون جاهزًا للأكل، أيتها الأخت الكبرى.”
“جرّبيه وانظري.” ردّت يوي شيويان، وقد بدأت بالفعل بمدّ يدها نحو كوبها.
{ترجمة نارو…}