أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 5
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 5 : جميلتان من طائفة بتلات الثلج
حدق هاو فيه وكأنه أحمق.
“لا.”
وأشار هاو إلى مخرج المتجر.
“وأيضًا، إن واصلت الإلحاح، سأضعك في القائمة السوداء، ولن تتمكن من دخول المتجر مرة أخرى أبدًا.”
تجمد لين يي جون في مكانه.
ألم تكن هذه العقوبة قاسية بعض الشيء؟!.
وبما أنه لم يرَ مجالًا للتفاوض، استسلم أخيرًا. كان واضحًا أن صاحب المتجر رجل مبدأ.
ومع ذلك، بقي نص القاعدة يدور في ذهنه: شيء واحد من كل منتج في اليوم…
ألم يعني ذلك أنه ما دام المنتج ليس نودلز فورية بطعم اللحم البقري، فلا يزال بإمكانه الشراء مجددًا!.
تلألأ الحماس في عينيه. إذا كان كوب نودلز بسيط قد منحه لمحة عن نية السيف، فماذا عن باقي المنتجات؟.
بهذه الفكرة، جال لين يي جون بنظره في أرجاء المتجر، مفعلًا حاسته الروحية للكشف عن أي منتجات مخفية.
لكن كل ما التقطه…
هو المزيد من أكواب النودلز الفورية بطعم اللحم البقري.
ارتجف تعبير وجه لين يي جون.
“أيها المدير، هل تبيع شيئًا غير النودلز الفورية؟”
تثاءب هاو.
“ليس حاليًا.”
“ومتى– “
“غدًا.” لوّح هاو بيده بتكاسل.
“ستتوفر منتجات جديدة غدًا، لذا عد في ذلك الوقت.”
“ومن يدري؟ ربما غدًا، ستتمكن من شراء كوبين من النودلز الفوري بدلًا من واحد.”
“…”
لم يرد لين يي جون. بل سار بصمت إلى زاوية المتجر وجلس هناك، وكأنه غارق في التفكير.
لم يكن هاو يعرف بما يُفكر لين ييجون، لكنه لم يهتم، ما دام لا يُحدث أي فوضى. فلن يبالي حتى إذا أراد الجلوس هناك طوال اليوم، لا بأس.
ولعدم وجود ما يشغله، سأل هاو النظام:
‘أيها النظام، هل يمكنني أن أطلب من هذا الشخص الترويج للمتجر لزيادة المبيعات؟’
[مرفوض. أيها المضيف، بصفتك مالك متجر الأبعاد للتموينات، يجب أن تتحلى بالكرامة والاحترام لذاتك. تتوسل للزبائن كي يروّجوا لمتجرك؟ ألا تشعر بالخجل؟]
وقبل أن يتمكن من الرد، تابع النظام:
[التاجر الحقيقي يترك لقيمة بضائعه أن تتحدث عنه. وإن كان المتجر يستحق الانتشار، فسوف ينتشر تلقائيًا.]
[لكن، إن فعلها من تلقاء نفسه، دون تدخل منك، فلا بأس بذلك.]
كان هاو معتادًا بالفعل على منطق النظام الغريب. لم يفعل سوى أن هز رأسه وابتسم ابتسامةً باهتة.
بقي لين يي جون جالسًا لفترة، ثم نهض أخيرًا وتوجه نحو هاو.
“أنا لين يي جون، تلميذ داخلي من طائفة السيف العائم.”
هذا كل ما قاله، وكأنه ينتظر رد هاو.
“اسمي هاو.”
أومأ لين يي جون برأسه.
“حسنًا، أيها المدير هاو. سأعود غدًا.”
شبك لين ييجون يديه، وانحنى انحناءة خفيفة، ثم غادر المتجر.
وحين أُغلق الباب خلفه، اتكأ هاو للخلف، ثم تذكّر فجأة شيئًا مهمًا.
‘هيه، لين يي جون! لا تنسَ أن تنشر خبر النودلز الفوري!’ صرخ في ذهنه.
فالرجل قد تلقى لحظة استنارة أثناء الأكل! ومن العدل ردّ الجميل.
لكن في الخارج، لم يتوقف لين يي جون حتى لحظة. سار مبتعدًا دون أن يلتفت، ومعطفه الأسود الطويل يتمايل خلفه.
وهكذا، عاد الهدوء يخيم على المتجر.
لساعةٍ لاحقة، جلس هاو خلف الطاولة، نصف نائم، ينتظر زبونًا جديدًا. وبينما كانت جفونه تثقل، انفتح الباب مجددًا بصرير خافت.
دخلت امرأتان، جالبتين معهما عبير الأزهار المتفتحة.
كانت الأولى طويلة القامة وجميلة إلى حد يخطف الأنفاس. كان شعرها الفضي الطويل ناعمًا ومُنسدلًا حتى صدرها. بدت بشرتها شاحبة ونقيّة كالياقوت الصافي، وعيناها تحملان هالة باردة وبعيدة.
كان وجهها هادئًا، وتعبيرها عصيًا على القراءة، لكنها رغم ذلك امتلكت حضورًا لا يُمكن إنكاره. ذلك النوع من الهيبة الصامتة التي تثقل الهواء، وكأن مجرد الوقوف في نفس الغرفة معها يتطلب إذنًا.
كانت تُدعى يوي شيويان.
وبجانبها وقفت شابة أخرى، أقصر منها قليلًا، لكنها ما تزال طويلة. وعلى عكس برودة يوي شيويان الهادئة، كانت تعابير هذه الفتاة مكتوبة بوضوح على وجهها.
بشعرها البني المتموج وصل إلى كتفيها. بشرتها تحمل نفس النضارة الخزفية التي تميز يوي شيويان، لكن حضورها كان أكثر دفئًا وتعبيرًا.
ورغم أنها لم تكن فاتنة بنفس القدر، إلا أن لها سحرها الخاص – حيّة، ودودة، على النقيض من جمال الأخرى الجليدي.
كانت تُدعى هوا فييشويه.
كلاهما ارتدى رداءً أبيض بحوافٍ زرقاء فاتحة. كان على صدريهما تطريز لزهرة خماسية البتلات، دلالة على انتمائهما لطائفة بتلات الثلج.
وكانت بتلات وردة هوا فييشويه وردية ناعمة، مما يدل على كونها تلميذة داخلية.
أما يوي شيويان، فكانت بتلاتها وردية داكنة، دلالة على أنها تلميذة أساسية.
“هذا هو، أيتها الأخت الكبرى! المتجر اللي قلت لك عنه!”
كانت هوا فييشويه قد مرّت من قبل بهذا المتجر، لكن مهما حاولت التحديق بداخله، لم تستطع رؤية ما يحتويه.
وذلك وحده أشعل فضولها. متجر يُخفي داخله بهذه الطريقة؟ لا بد أنه يُخفي شيئًا مميزًا.
لم ترد يوي شيويان، بل مسحت المتجر بنظرة سريعة.
عند المنضدة، فرك هاو عينيه النعستان، بالكاد مستوعبًا وجود زبائن جدد.
“أهلًا وسهلًا.”
تألقت عينا هوا فييشويه على الفور حينما رأت هاو.
“أوه! يوجد أحدٌ هنا فعلًا!”
اقتربت خطوة، وهي تحدق في هاو باهتمام.
“انتظر… أنت صاحب المتجر؟”
رمش هاو بعينيه. “أجل.”
ازداد فضول هوا فييشويه. “حقًا؟ تبدو صغيرًا بعض الشيء… ماذا تبيع هنا؟”
أما يوي شيويان، فبقيت صامتة. نظرت إلى هاو نظرة خاطفة، لكنها لم تُبدِ أي اهتمام، وكأنه لا يستحق حتى الالتفات إليه.
“نودلز فورية.”
“نودلز فورية؟ ما هذا؟”
كانت هوا فييشويه تعرف ما هي النودلز، لكن نودلز فورية؟ هذا مصطلح لم تسمع به من قبل.
حتى يوي شيويان، التي لم تُظهر أي اهتمام حتى الآن، ألقت نظرة طفيفة نحو هاو. لم تتكلم، لكن بريقًا خافتًا من الفضول ومض في عينيها.
وبدون تفكير كثير، أشار هاو إلى الرفوف حيث وُضعت أكواب النودلز الفورية.
تبعت هوا فييشويه إشارته وسارت نحو الرف، وقد وقعت عيناها على العبوات الغريبة الشكل.
اقتربت هوا فييشويه من الأكواب، واستنشقت رائحتها، محاولة تمييز النكهة.
“رائحتها… لا تشبه شيئًا أذكره؟ هل يمكن أكل هذه حقًا؟”
أما يوي شيويان، التي كانت تقف إلى جانبها، فالتقطت أحد الأكواب وقرأت الكلمات المكتوبة على الصورة.
“نودلز فورية بطعم اللحم البقري.”
{ترجمة نارو…}