أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 4
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 4 : بدفعلك 10 كريستالات له!
(العامية إديشن)
هزّ هاو راسه. الكلام فعلاً منطقي. إذا كان بس جالس بدون ما يسوي شيء والمكافآت تنهال عليه، طيّب وش الفايدة؟ لازم يكون له دور في تشغيل المكان.
وبعدين، هو يدير متجر تموينات، يعني طبيعي يكون فاتح حتى بالليل.
من يومين وهو يقفل المحل الساعة 11 بالليل. صح، ما كان يسوي شيء كثير. لكن، إنه يجلس طول اليوم جوّا خلّاه يحس بالإرهاق لسبب ما. يمكن مَلَّ.
رجع يطالع في شاشة النظام.
بيع 20 كوب نودلز فورية. جمع 30 كريستالة من الكولا.
نفخ هاو من خشمه.
كوب واحد بس من النودلز أخذ منه ثلاث أيام عشان ينباع. وبالسرعة هذه، شكل المهمة بتصير حرب أعصاب.
الزين في الموضوع إنه ما فيه عقاب هالمرة. يعني ما راح يخسر شيء مهم لو ما خلّصها.
نص ساعة راحت.
ولا زبون دخل.
كان هاو متكئ على طاولة المحاسبة، يطق بأصابعه على السطح. تشغيل متجر تموينات في عالم الزراعة ما كان بالحماس اللي تخيّله.
وأخيرًا، تحرّك لين يي جون. عيونه فتحت شوي شوي، وتعابيره كانت هادية من برا. لكن لو فيه مزارع دقق، بيلاحظ على طول التغيّر. الهالة حوله صارت أقوى.
بس جوّاته، كان كل شيء إلا الهدوء.
‘وش اللي صار قبل شوي؟ من النودلز؟’
شدّ قبضة يده، وحس بتدفّق التشي داخله.
‘ما بس اخترقت المرحلة الرابعة من عالم المتدربين القديسين، حتى لمحت نية السيف بعد!’
قلبه صار يدق بسرعة. هذا تطوّر مش بسيط. المزارعين عادة يجلسون سنين يحاولون يفهمون نية السيف، وهو جته من… نودلز فورية؟
طالع في الكوب الفاضي اللي بيده، بعدين طالع في هاو اللي لا يزال ورا الطاولة.
بعد لحظة سكون، سأله لين ييجون أخيرًا:
“يا مدير، النودلز… هي اللي خلتني أوصل للإستنارة؟”
كان هاو على وشك ينام، لكن صوت لين يي جون فجأة صحّاه.
فتحت عيونه فجأة. جلس مستقيم، واسترجع هدوءه بسرعة. بدون لا يظهر عليه أي اندهاش، هزّ راسه.
“إيه. النودلز الفورية هي السبب.”
عبس لين يي جون.
‘بس كيف؟ يوم فحصتها قبل، ما كان فيها شيء مميز.’
رجّع كل اللي صار في مخه. النودلز كانت عادية قبل الطبخ. لكن بعد ما انغمست في الموية الحارة، بدت تطلع منها هالة ضعيفة من التشي.
يمكن التأثير ما يشتغل إلا وقت الطبخ؟ إذا كذا، يفسّر ليه ما حس بشيء أول.
وجبة وحدة من النودلز هذي تسوى أكثر بكثير من كريستالة وحدة. لو كان يدري إنها بتوصله لنظرة على نية السيف، ما كان تردد لحظة، كان دفع خمسين — لا، حتى مية كريستالة بكل رضا.
عمره ما كان لين يي جون من النوع اللي يطارد القوة بشكل أعمى، ولا كان يجبر نفسه على الزراعة بطريقة مش طبيعية. لكن لو كوب نودلز يقدر يدفعه هالدفعة قدّام، ليه ما يستغلها؟.
تضييع فرصة زي كذا يعتبر غباء حقيقي.
وفوق هذا كله، كانت النودلز ألذ أكلة ذاقها بحياته. حتى لو ما فيها أي تأثير، هو مستعد يدفع خمس كريستالات بس عشان يأكلها مرة ثانية.
جرّب لين يي جون كل أنواع الأكلات في ترحاله. من بسطات الشارع إلى أفخم الولائم. جرّب كل شيء.
ومع كذا، كوب النودلز الفوري ذا كان يتفوّق عليهم كلهم. حتى مطعم جناح الضباب اللازوردي، المشهور بأرقى أطباق مدينة السيادة، ما يجي جنبه بشيء.
وقف لين ييجون ومشى على طول للرفوف. علّقت عيونه على علبة النودلز كأنها كنز نادر. أخذ كوب ثاني، ولف ورجع للطاولة.
حط الكوب قدّامه، وطلّع كريستالة.
“يا مدير، أبي أشتري واحد ثاني!”
بس الرد اللي جاه كان آخر شيء يتوقعه:
“ما تقدر تشتري أكثر من كوب نودلز واحد باليوم. ارجع بكرا.” قالها هاو، وهو يأشر له على اللوحة وراه.
عبس لين يي جون، ولفّ راسه يطالع مكان صباع هاو.
القاعدة رقم 1: الحد اليومي ما نتجادل فيه. كل زبون يقدر يشتري قطعة وحدة لا غير من كل منتج في اليوم. الطمع ضر ما نفع.
طالع فيها بنظرة مصدومة.
‘وش هالقانون الغبي؟’
‘بانت القاعدة الثانية لحالها شكلها تهديد، بس القانون رقم 1؟ هذا شكله مجنون رسمي!’
أخذ نفس عميق يحاول يهدأ.
“يا مدير… السعر؟ عادي أرفع السعر.”
“”راح أدفع خمس كريستالات!”
“لا.” جاوبه هاو، وهز رأسه.
“القواعد، قواعد.”
حس لين يي جون كأنه انصعق.
هذي أول مرة يشوف فيها صاحب متجر يرفض يربح أكثر.
فتّش خاتم التخزين حقه.
لقى فيه تسع كريستالات..
لو ما كان صرف كثير في الرحلات، كان معه أكثر بكثير.
“يا مدير، تكفى.” حاول لين يي جون مرة ثانية.
“بس كوب زيادة… أدفع لك عشر كريستالات!”
كان هاو وده يوافق. والله كان وده، لكنه اضطر يشد على قلبه. هو أصلًا جرب قبل كذا يتفاهم مع النظام بخصوص هذا القانون الغبي — وما طلع بنتيجة.
وش معنى متجر يسمح للناس يشترون قطعة وحدة بس من كل صنف في اليوم؟ مش المفروض إن التجارة هدفها تبيع أكثر؟.
يوم هاو قرأ القاعدة رقم 1 لأول مرة، كانت ردة فعله نفس ردة فعل لين يي جون بالضبط.
لكن مهما كان غبي… القواعد تظل قواعد.
[يا مضيف، الطمع يخلق الفوضى. ومن شأن الحفاظ على التوازن والعدل، كل زبون له عملية شراء وحدة في اليوم. الثروة الحقيقية ما تجيك من التكديس، بل من الصبر. بس اللي يعرفون يضبطون نفسهم، هم اللي يقدرون النعمة اللي توصلهم.]
يعني بالله؟ مو هذا بس كلام متفلسف يساوي “لا، لأن كذا أنا أقول”؟
كان لين يي جون، اللي ما يدري عن خرابيط النظام، يطالع هاو بنظرات ترجّي.
“يا مدير… بالله…”
ما تردد هاو للحظة.
“لا.”
“ما في فايدة.” قاطعه هاو.
“الجواب دايمًا بيكون لا.”
تنهد لين يي جون. بعدين، كأنه لقى مدخل جديد، عدل وقفته وقال بجدية:
“يا مدير، القواعد قواعد… بس مش القواعد موجود لتخربها؟”
***
هذا الفصل مجرد تجربة والفصل بالفصحى موجود معي وراح ينزل طبيعي.
{ترجمة نارو…}