أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 12
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 12 : أخترقتُ عالم القديس… بفضل كوب نودلز؟!
شعر شياو ليانفِنغ وكأنه لمح لتوه حقيقةً عميقة.
ابتلعَ لعابه. وقف منتصبًا كجنديٍّ تلقّى توبيخًا من جنرال.
لم يجرؤ شياو ليانفِنغ على ترك أفكاره تتشعب أكثر. وضع بهدوء كوب نودلز اللحم الفوري على المنضدة.
“كريستالة واحدة.” قال هاو بنبرة عابرة.
“حسنًا، أيها الكبير!” صرخ شياو ليانفِنغ فجأة، وهو يناول المبلغ المطلوب بسرعة ودقة تليق بتلميذ مدرَّب.
رمق لين يي جون شياو ليانفِنغ بنظرة غريبة، وارتعش أحد حاجبيه.
‘ما… الذي تفعله؟’
رمقه شياو ليانفِنغ بنظرة حادة. هل أقسم الأخوّة مع أحمق؟!.
هذا الكبير قادرٌ على محو وجودهم بنظرة واحدة! ألم يرَ لين يي جون الإرادة المطلقة والصلبة في كلماته؟ رجلٌ يرفض حتى توسلات إمبراطور سماوي؟ لا بدّ أن يتصرّفوا كما يجب!.
أما لين يي جون، الذي لم يكن يدرك شيئًا من العاصفة التي تختمر في عقل شياو ليانفِنغ، فقد وضع كوب نودلز اللحم البقري الخاص به على المنضدة بتكاسل، ودفع الكريستالة بثبات.
كاد شياو ليانفِنغ أن يصاب بأزمة قلبية. مستهتر جدًا! غير محترم للغاية!.
راودته رغبة عارمة في أن يضرب لين يي جون على رأسه بقوة. لكن، بما أن الكبير لم يُبدِ أي ردة فعل تجاه تصرّف أخيه غير اللائق والمُشين، تنهد بارتياح.
لقد تمّ تفادي الكارثة. على الأقل، في الوقت الراهن.
يبدو أن الكبير هاو كان كريمًا بحق، لا يريد أن ينزل بنفسه لمستوى معاقبة الجهلة. يا لهُ من وجودٍ رحيم…
سرعان ما وجد الأربعة مكانًا في الزاوية، جلسوا فيه بصفٍّ مُرتّبٍ ينتظرون نودلزهم الفورية حتى تنضج.
اقترب شياو ليانفِنغ من لين يي جون.
“أخي يي جون، هل هذا الكوب الصغير هو حقًا مصدر تقدمك؟”
وافق شياو ليانفِنغ على القدوم إلى هنا فقط بسبب إلحاح لين يي جون. بدا الأمر سخيفًا في البداية، لكن الحقيقة لا يمكن إنكارها.
لقد اخترق أخوه المُقسم في اختراقه. وفي نزال الأمس، رأى بعينيه نية السيف تتجلى من لين يي جون!.
أما شياو ليانفِنغ نفسه، فقد تمكن من إدراك نية السيف بالفعل. لكن ذلك كان لأنه كرّس أيامه ولياليه في حمل السيف. نزف من أجلها. كافح من أجلها. ضحّى من أجلها.
لكن لين يي جون؟.
يفضّل هذا النذل السفر على التدريب!.
كان شياو ليانفِنغ يعلم أن لدى لين يي جون الإمكانية، لكن أن يدرك نية السيف في يوم واحد؟ غير معقول!.
حدّق في كوب النودلز الفورية. هل يمكن أن يكون هذا هو مفتاح اختراقه هو أيضًا؟.
هل يعقل؟ هل نودلز قادر على تحطيم عنق زجاجته ودفعه نحو عالم القديس؟.
فجأةً، انجرف عبيرٌ لا يقاوم إلى أنف شياو ليانفِنغ.
رفع رأسه فرأى أن هوا فييشويه ويوي شيويان قد فتحا أكوابهم بالفعل. كانت أكوابهم أول من نضج.
سمع شياو ليانفِنغ مديح لين يي جون الذي لا ينتهي عن النودلز، لكن كيف لشيء يُحضّر في ثلاث دقائق فقط أن يكون لذيذًا إلى هذا الحد؟ لا معنى لذلك.
ومع ذلك، الآن بعدما شمّه بنفسه…
زمجر بطنه.
أدار وجهه بسرعة عن هوا فييشويه ويوي شيويان وهما يبدآن الأكل. لو استمر في النظر، فقد يُحرج نفسه بسيل لعابه.
مرّ الوقت، وأخيرًا، نضج كوبه.
نزع شياو ليانفِنغ الغطاء، وفي تلك اللحظة، غمره عبيرٌ غنيٌّ لذيذ كموجة عاتية. كان عطرًا يدفع للإدمان.
“يا أخي ليانفِنغ، عليك أن تحرّكه أولًا قبل أن تأكل.” ذكّره لين يي جون من جانبه.
أمسك شياو ليانفِنغ بعِيدان الطعام وبدأ بتحريك النودلز. لكن أثناء ذلك، اتّسعت عيناه.
تشي…؟.
كان هناك تشي روحي حقيقي يتصاعد من النودلز!.
تسارعت حركاته لا شعوريًا. كان عليه أن يخلطه جيدًا – يجب أن يُغطّى كل خيط من النودلز بذلك المرق السماوي.
وبمجرد أن شعر بالرضا، رفع شياو ليانفِنغ حفنةً من النودلز بعِيدانه وابتلعها دفعةً واحدة.
ولم تخيّب توقعاته.
انفجرت في فمه نكهةٌ غنية ولذيذة. كان المرق كثيفًا ولكنه ناعم، والنودلز متماسكة ومثالية. كانت طبقات الأومامي عميقة، معقدة، تكاد تكون إلـهية.
لم يستطع شياو ليانفِنغ أن يمنع نفسه.
“هذا… هذا مذهل!”
بجانبه، أومأ كل من هوا فييشويه، ويوي شيويان، ولين يي جون برؤوسهم موافقين.
كانوا قد تذوقوا النودلز الفورية بالأمس، لكن بطريقةٍ ما… كانت ألذّ اليوم.
لم يتبادلوا أي كلمات بعد ذلك.
جلس الأربعة هناك ببساطةٍ، وتركيزهم الكامل منصبٌّ على أكوابهم، والصوت الوحيد في المتجر هو صوت ارتشاف النودلز وشرب المرق بتزامنٍ تام.
…
ومع ابتلاع آخر خيط من النودلز، عمّ الصمت القاتل المتجر.
بالكاد استطاع شياو ليانفِنغ استيعاب الطعم اللذيذ المتبقي قبل أن يغمره شعورٌ طاغٍ. ازدادت جفونه ثقلًا، وأغمض عينيه دون تفكير.
ثم—
بووم!.
اندفع انفجارٌ من البصيرة عبر ذهنه. وكأن بابًا عظيمًا قد فُتح فجأة، فانهمرت منه المعرفة، والفهم، والتشي النقيّ الخام كفيضانٍ هائج. تصلب جسده بالكامل إذ أحاطت به قوة الإستنارة، ساحبةً إياه إلى غيبوبة عميقة.
ولم يكن وحده.
أخبره صوت خافت لصرير كرسي خافت أن الآخرين قد استسلموا أيضًا. أنفاس هوا فييشويه المكبوتة، تنفّس يوي شيويان المنتظم، وصمت لين يي جون – واحدًا تلو الآخر، سقطوا جميعًا في الحالة ذاتها.
تلاشى محيطهم. ضجيج المتجر، وحفيف هاو وهو يمسح المنضدة – كلّه اختفى.
شعر شياو ليانفِنغ وكأنه يطفو في فضاءٍ شاسع لا متناهي، بلا وزن، بلا قيود.و أصبح ذهنه صافيًا بشكل لا يُصدق. زمجرت نية السيف بداخله، متفاعلة مع قوة خفية غير مرئية – تصقلها، تنقّيها، تقوّيها.
لم يكن يعلم كم من الوقت بقي على تلك الحال. ثوانٍ؟ دقائق؟ لقد فقد الزمن معناه.
ثم، فجأةً، اندفعت الطاقة في جسده.
تمددت خطوط طاقته، وتوسّعت ال تشي داخله، ثم أنكسر شيءٌ.
كــرااك!.
تحطّم قيدٌ ظلّ يربطه لسنينٍ إلى شظايا.
ارتجف جسد شياو ليانفِنغ. مستحيل…
كان زراعته ترتفع – لا، بل تخترق!.
انكسر عنق الزجاجة الذي أزعجه طويلًا بالكامل. وحلق عالمه إلى آفاقٍ جديدة، متجاوزًا حدوده بلحظة.
عالم القديس!.
انفتحت عينا شياو ليانفِنغ فجأة – لكنه لم يكن الوحيد.
أمامه، اختفى التعبير البارد عن وجه يوي شيويان. لقد اقتربت من اختراق المرحلة الثالثة من عالم القديس.
حتى مع موهبتها، كان من المفترض أن يستغرق هذا شهرًا على الأقل. ومع ذلك، فقد حققته في أقل من ساعة.
{ترجمة نارو…}