أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 10
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 10 : أدفع بقدر ما تريد، سيبقى مغلقًا
لبرهة وجيزة، شعر هاو وكأنه في قمة العالم.
قوي. لا يُقهَر.
…
وبالطبع، باستثناء ذلك الإحساس العارم بالرضا، لم يحدث شيء خارق.
لا استنارة. لا انفجار مفاجئ في القوة. ولا حتى فائدة خفية في طريق الزراعة.
فقط صودا لذيذة للغاية.
ولم يزعج ذلك هاو إطلاقًا. فطعم الصودا وحده كان يستحق التجربة.
لقد كان يومًا جميلًا!.
لديه منتجات جديدة. ولم يعد المتجر بائسًا كما كان. بل وحصل حتى على نكهة جديدة من النودلز..
بدأت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح!.
وفي هذه الأثناء، خارج متجر التموينات…
في زقاق هادئ من مدينة السيادة، مكان نادرًا ما يسلكه أحد، وقف أربعة أشخاص ينتظرون.
ولكنهم لم يكونوا أشخاصًا عاديين.
بل كانوا تلاميذ من النُخبة، من الطوائف العليا في إمبراطورية السُحب الحاجبة!.
من بينهم كان لين يي جون، أول زبون خدمه هاو على الإطلاق.
مدّ لين يي جون يده ووضعها على باب المتجر.
ودفعه برفق.
لكن لم يتحرك الباب.
قطّب لين يي جون حاجبيه. فلربما كان برفقٍ أكثر من اللازم.
فزاد من قوّته قليلًا.
ولم يتغير شيء.
“…؟”
والآن بجدية، بدأ لين يي جون يزيد من ضغطه تدريجيًا.
مرت الثواني.
ضغط بيده بقوة أكبر. وغرست قدماه في الأرض. وتوترت ذراعاه.
ثم دون أن يشعر —
كان يبذل قصارى جهده!.
برزت العروق في جبينه. وأصبح تنفسه خشنًا. وبدأ وجهه يحمر.
ومع ذلك…
لم يهتز الباب حتى.
لا حركة واحدة. ولا حتى صرير.
“ما… نوع هذا الباب…؟!” قالها لين يي جون أثناء صره على أسنانه، وهو لا يزال يدفع بكل طاقته.
“هل هو… قطعة أثرية إلـهية… من صنع صاحب المتجر؟!”
من خلفه، تقدم أحد التلاميذ بخطوة وهو يتنهد قليلًا.
“أخي يي جون، لقد تهاونت في تدريباتك من جديد، أليس كذلك؟.
“أخبرتك أن تواصل التدريب معي، لكنك تفضل الاسترخاء دائمًا.”
“لو كنتَ واظبتَ على تدريباتنا، لما كان هذا الباب شيئًا يُذكَر.”
كان الرجل يرتدي الرداء الأبيض ذاته مثل لين يي جون، وشعره البني الداكن مصففٌ بانسيابية بسيطة تمنحه مظهرًا أنيقًا ومرتبًا.
وكان وسيمًا تمامًا مثل لين يي جون، رغم أن حضوره كان يشعّ شعورًا بنظامٍ صارم، يُناقض تمامًا طبع لين يي جون العفوي.
كان هذا شياو ليانفِنغ، الأخ المُقَسَّم للين يي جون.
وعلى عكس لين يي جون، الذي كان تلميذًا داخليًا في الطائفة، كان شياو ليانفِنغ تلميذًا أساسيًا في طائفة السيف العائم.
أدار لين يي جون رأسه قليلًا، ناظرًا إليه بنظرة مبالغ فيها.
“هاه! احتفظ بتدريباتك التي لا تنتهي لنفسك يا أخي ليانفِنغ. فليس على الجميع أن يقضوا كل ساعة من وقتهم في الزراعة مثلك!”
لم يرتعش وجه شياو ليانفِنغ.
“المسألة ليست عدد الساعات، يا أخي يي جون. بل بالالتزام.”
“لا تتذمر عندما لا يُفتح الباب. لديك القوة، لكنك تفتقر إلى الانضباط!”
زفر لين يي جون، وهو لا يزال يدفع بكل وزنه على الباب.
هز شياو ليانفِنغ رأسه قليلاً.
“دعني أجرب يا أخي يي جون.”
تراجع لين يي جون جانبًا بكتفٍ مستهتر.
والآن، سُلطت الأنظار على شياو ليانفِنغ، المنافس الجديد في فتح الباب.
كان شياو ليانفِنغ يعلم أن لين يي جون كسول، لكن رغم ذلك قوته لا يُستهان بها. وإذا كان لين قد عجز عن فتح الباب، فلا بد أن الباب نفسه استثنائي.
لم يشأ شياو ليانفِنغ أن يبدو ضعيفًا أمام أخيه المُقسم، فثبت قدميه بسرعة، وضبط كتفيه.
بزفرة جهد، دفع بكل قوته. شد ذراعيه، وارتخت عضلاته وهو يدفع الباب بقوة، مستخدماً كل ما أوتي من قوة.
لكن، كما كان الحال مع لين يي جون…
لم يتحرك الباب قيد أنملة.
“…”
تراجع شياو ليانفِنغ، وأصبحت أنفاسه أثقل من المعتاد، وبقي وجهه هادئًا لكن في داخله كان مرتبكًا.
“كيف…؟” تمتم شياو ليانفِنغ وهو ينظر إلى الباب بريبة.
من خلفه، لم يستطع لين يي جون تمالك نفسه أكثر. فانفجر ضاحكًا، وتردد صوته في الزقاق.
“هاها! إذًا فلست وحدي، هاه، يا أخي ليانفِنغ؟” قالها لين يي جون مازحًا، والابتسامة تعلو وجهه.
“أعتقد أن هذا الباب ثقيلٌ عليك حتى.”
رمقه شياو ليانفِنغ بنظرة ثاقبة، لكنه لم يستطع إخفاء ابتسامة خافتة.
“يبدو أن لا أحد منا قويٌ بما يكفي لهذا الباب، يا أخي يي جون.”
لم يعد لدى لين يي جون أي شكوك. إن كان حتى شياو ليانفِنغ، الذي كان على وشك اختراق عالم القديس، عاجزًا عن فتح الباب، فالأمر ليس مجرد مسألة قوة بدنية.
فرُتبة زراعة شياو ليانفِنغ أعلى بعدة مراحل من رتبته هو.
ولبابٍ كهذا أن يظل ثابتًا تمامًا، دون أن يهتز حتى أمام القوة الكاملة لشياو ليانفِنغ، فلا يعني الأمر سوى شيءٍ واحد.
‘هذا ليس مجرد باب مقفل.’ فكّر لين يي جون وهو يفرك ذقنه.
“لا بد أنه محمي بتعويذة قوية للغاية، أو تشكيل مصفوفة، أو فنون ختم… شيء لا تكفي كلمة ’هائل‘ لوصفه.”
أومأ شياو ليانفِنغ موافقًا.
“هذا منطقي. لا يمكن أن يكون بابًا عاديًا قادرًا على الصمود أمامنا معًا. لا بد أنه عمل خبير.”
وبينما كانا منغمسَين في أفكارهما، دوت ضحكةٌ مفاجئة من خلفهما.
“هه. هل أنتما الاثنان مفتولِ العضلات بلا عقل؟ ألا تريان أن اللافتة تقول ’مُغلق‘؟”
“لهذا السبب لا يمكنكما فتحه.”
تجمد كلٌّ من لين يي جون وشياو ليانفِنغ في مكانهما.
كان الصوت لهوا فييشويه، إحدى التلميذات من طائفة بتلات الثلج.
وقفت هوا فييشويه وذراعاها متقاطعتان، تنظر إليهما بغطرسةٍ وتعبيرٍ ساخر، كما لو كانت تشاهد طفلين كبيرين يحرجان نفسيهما.
لكن—
في الحقيقة، كادت أن تقع في الخطأ نفسه.
كانت هوا فييشويه على وشك أن تتقدم وتحاول فتح الباب بنفسها.
لكن لحسن الحظ، وفي اللحظة الأخيرة، أمسكت أختها الكبرى، يويه شيويان، بكمّها، وأشارت بخفة إلى اللافتة الخشبية المعلقة على الجانب الآخر من الباب.
[مُغلق]
بالكاد منعت هوا فييشويه نفسها من الوقوع في الإحراج، ولولا تدخل يويه شيويان، لكانت حتمًا حاولت هي أيضًا.
يا لها من إنقاذٍ محظوظ!.
كادت أن تشاركهم إذلالهم!.
ههه.
وفي هذه الأثناء—
وقف لين يي جون وشياو ليانفِنج متجمدين في مكانهما، يحدقان في اللافتة، ثم في بعضهما البعض.
وعندما استوعبا الموقف، اعتدلا فورًا.
تيبس ظهراهما. تحوّلت ملامحهما إلى الهدوء والوقار، وكأن شيئًا لم يكن.
ثم أطلقا سعالًا مزيفًا معًا.
“همم.”
“آه، نعم، بطبيعة الحال.” قال لين يي جون.
“كنا فقط… نختبره.”
“صحيح.” وافقهُ شياو ليانفِنغ، وأومأ برأسه بحكمة.
“كنا نعلم أن هناك خطبًا ما.”
{ترجمة نارو…}