أمينُ متجر الأبعاد - الفصل 1
لاتنسو الدعاء لأخوتنا في غزة ❤️
الإعدادات
Size
A- A+Font
لون الخلفية
الفصل 1 : بيعةٌ واحدة لإنقاذ نسلي!
قارةُ السماء اللازوردية، مدينةُ السيادة التابعة لإمبراطورية السُحب الحاجبة.
وكالعادة، كانت المدينة تضج بالحياة. اصطفت سرادقٌ شاهقة على جانبي الطرق، بأسقفٍ ذهبية تلمع تحت شمس الظهيرة كأنها مرايا معلّقة في السماء.
وجرّت وحوش الروح عرباتٍ فاخرة، تنقل النبلاء وشيوخ الطوائف، وكلٌّ منهم يرتدي رداءً واسعًا مطرّزًا بأنماطٍ صوفية.
وكان تلاميذ الطوائف الشابة يجوبون الشوارع، يرتدون زيّهم الخاص، بعضهم يتحدث عن تقنيات الزراعة الروحية، وآخرون يتفحصون متاجر التعاويذ وأكشاك الأسلحة.
امتلأ الهواء برائحة لحم الوحوش الروحية المشويّ وشذى الشاي العشبيّ العطر. وكان الباعة ينادون المارة، يفاخرون بأقراص دواءٍ تُحطم القيود، وكعكات مشبعة بطاقة التشي.
هنا، في هذا المكان، كان العباقرة يتوافدون من كل حدب، بحثًا عن الحظ، والفرصة، وطريق الخلود.
لكن، في زاوية هادئة من هذه المدينة العظيمة، بعيدة عن الطرق الرئيسية، كان هناك زقاق لا يجرؤ الكثيرون على دخوله. وفي نهايته، وُجد متجرٌ صغير.
كان بسيط الهيئة، بجدرانٍ زجاجية وباب زجاجي وحيد، يمنحه حضورًا غريبًا، أشبه بشيء لا ينتمي لهذا العالم المبني من الخشب والحجر.
وفوق المدخل، تعلّقت لافتة خشبية تتمايل قليلاً في مهب الرياح. نُقشت عليها ثلاث كلمات:
“متجر الأبعاد للتموينات.”
وعلى عكس المطاعم الفاخرة وقاعات الطوائف الشاهقة، لم يكن لهذا المتجر أي حضور يُذكر. كان صامتًا، غير لافت، وكأن لا أحد يلاحظه.
لكن من يملكون حواسًا حادة، شعروا بأن هناك ما يُثير الريبة.
فلم تُظهر الجدران والباب الزجاجيان شيئًا من الداخل. لا ضوء، لا رفوف، ولا حتى ظل. وكأنما المتجر لا يمتدّ إلى ما بعد مدخله.
الشيء الوحيد الظاهر كان لوحة خشبية صغيرة معلّقة بسلسلة رفيعة على الباب، كُتب عليها “مغلق”.
في الداخل، كان شابٌ يتمطّى بتكاسلٍ قبل أن يتجه نحو الباب. قلب اللوحة ليُظهر كلمة “مفتوح” للعالم الخارجي.
كان هذا هو هاو، أصلهُ من كوكب الأرض. قبل ثلاثة أيام فقط، كان موظفًا جزئيًا في متجر تموينات، وفي طريق عودته إلى المنزل، صدمته شاحنة بينما كان يُنقذ قطةً ضالة.
وفي اللحظة التالية، غمره نورٌ ساطع أعمى بصره. وحين استعاد وعيه، كان هنا. داخل متجر التموينات هذا، مرتبطًا بنظام أشبه ما يكون بأنظمة روايات الإنترنت.
[أيها المضيف، هذه فرصتك الأخيرة. إن فشلت مجددًا في إجراء عملية بيع اليوم، فسيتم محو نسلكَ بالكامل. بعبارة أوضح، قل وداعًا لخصيتيك.]
“أعرف، أعرف. كنت تكرر هذا الكلام كل يومٍ منذ وصولي.”
المهمة الرئيسية: بيع كوبٍ واحد من النودلز الفوري. 0/1
المكافأة: فتح منتجات جديدة – كولا ونودلز بطعم الدجاج. سيتم توصيله إلى منطقة التخزين بعد انتهاء ساعات العمل.
العقوبة: فقدان النظام وإبادة تامة لأي فرصة في إنجاب ذريّة.
المهلة: 18 ساعة متبقية.
تنهد هاو طويلًا. فقد قرأ هذه الشاشة اللعينة عدة مرات، لكن هناك أمرًا واحدًا لم يستطع استيعابه.
‘اختفاء النظام؟ مقبول، منطقي. لكن لماذا عليه أن يأخذ خصيتي معه؟!’
[إنه اختبار، أيها المضيف. لتحديد ما إذا كنت حقًا المختار.]
كاد هاو أن يبصق دمًا.
“أي نوع من الاختبارات المريضة هذه؟ هل تقصد أن كائنًا سماويًا عظيمًا نظر إليّ وفكر: ‘نعم، لنتأكد من استحقاقه بتهديد خصيتيه’؟”
[لا تقلق، أيها المضيف. هذه هي العقوبة الأولى والأخيرة. بعد ذلك، لن تكون هناك مهام بعقوبات أو مهل زمنية.]
“أوه، رائع. كل شيءٍ سيتحسن فقط بعد أن يُباد نسلي؟ ممتاز.”
سقط فوق الطاولة، محدقًا بالشاشة.
ثمانية عشر ساعة متبقية.
كوب واحد فقط من النودلز الفوري.
للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر سهلًا، مجرد بيع كوب نودلز، صحيح؟ لكن ذلك قبل أن يرى السعر.
كريستالة واحدة.
وفقًا للنظام، في عالم الزراعة، فالكريستالة الواحدة تتراوح أسعارها ما بين خمس إلى عشر عملات ذهبية.
وعملةٌ ذهبية واحدة لهي كافية لتعيش بها عائلة عادية شهرًا كاملًا. العملة المتداولة مقسّمة إلى نحاس، فضة، وذهب، والذهب هو قمة الثروة البشرية.
لكن بالنسبة للمزارعين، فالكريستالات هي العملة الحقيقية. تُستخدم في الزراعة، تجارة الموارد رفيعة المستوى، وصنع التشكيلات.
وها هو يحاول بيع كوب نودلز فوري بسعر كريستالة.
عندما وصل هاو إلى متجر الأبعاد للتموينات لأول مرة، واجهه النظام بقرار:
يرجى اختيار العالم الذي سيتصل به متجر الراحة البُعدي.
الخيار الأول: عالم الزراعة
الخيار الثاني: عالم ما بعد الكارثة
بالطبع، اختار هاو تشن عالم الزراعة دون تردد. الخيار الآخر كان مثيرًا، لكنه كمحبٍ مولع لروايات الزراعة، ألن يكون من المستحيل يفوّت فرصة اختبارها بنفسه؟.
في ذلك الوقت، كان يحلم بأن يصبح مزارعًا، يطير في السماء، ويُحطم الجبال بضربة واحدة.
والآن، أخيرًا، أتيحت له الفرصة لدخول هذا العالم.
… لكن انتهى به الأمر خلف منضدة، يحاول بيع نودلز فوري بسعر مبالغ فيه.
اليوم هو اليوم الثالث لهاو كمالك لهذا المتجر المُسمى “متجرُ الأبعاد للتموينات”.
خلال اليومين الماضيين، دخل المتجر ثلاثة زبائن فقط. لكن دون استثناء، خرج كلٌ منهم على حِدة مباشرة، متذمرينَ من السعر الجنوني للمنتج الوحيد المتاح.
شرح له النظام كل شيءٍ. إن أراد توسيع تشكيلة المنتجات وجني المال فعليًا، فعليه إتمام المهام. كلما أنجز مهامًا أكثر، كلما زادت المنتجات التي ستُفتح له.
وإن اجتهد بما يكفي، يمكنه حتى ترقية المتجر. وفي المستقبل، بعد استيفاء شروط معينة، قد يُسمح له بالحصول على إجازة.
وهذا يعني أنه سيتمكن أخيرًا من الخروج واستكشاف هذا العالم الجديد.
لكن أولًا، عليه أن يُنجز المستحيل.
بيع. كوب. واحد. من. النودلز. الفوري.
مرّت عدة ساعات، ولم يدخل المتجر زبونٌ.
جلس هاو تشن خلف المنضدة، يسند ذقنه إلى كفه، وعيناه نصف مغمضتين.
فلربما حُتم فعلًا أن يودّع خصيتيه.
{ترجمة نارو…}